يعاني القطاع السياحي الداخلي في قطاع غزة من تراجع أوضاعه الاقتصادية وذلك انعكاساً للوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه القطاع عموماً، مع وصول معدلات الفقر والبطالة إلى أرقام قياسية.
ويتكبد معظم أصحاب المنشآت السياحية في غزة خسائر مالية كبيرة بسبب ضعف الإقبال على منشآتهم، بالإضافة إلى ارتفاع المصاريف التشغيلية التي تعجز المنشـآت عن تغطيتها من أرباحها المحدودة.
ويوجد في القطاع 120 منشأة سياحية، منها 16 فندقا، و80 مطعما، و30 منتجعا سياحيا، بالإضافة إلى 8 مدن ملاهٍ.
تجهيزات مسبقة
وأوضح الإداري في منتجع النور بسام زينو، أن الاستعدادات لاستقبال الزوار خلال فصل الصيف بدأت قبل شهر، حيث عملنا على صيانة شاملة لمرافق المنتجع، وتركيب ألعاب جديدة وتشغيل وصيانة المسابح.
وبين لصحيفة "فلسطين" أن هذه الاستعدادات تأتي في ظل التخوف من انعكاس الوضع الاقتصادي والأمني على رواد المنتجع، لافتاً إلى أن هذه الظروف تنعكس بشكل تلقائي على العمل في المنتجع.
وقال زينو إن:" المنتجع مستعد للعمل وفق الظرف العام في محافظات القطاع، حيث نضع في الحسبان أزمات الرواتب، الأوضاع الأمنية والاقتصادية"، لافتاً إلى أن منتجع النور مؤسسة غير ربحية تقدم خدماتها لأهالي الأسرى والشهداء وتعتمد في دخلها على المبالغ الرمزية التي يدفعها الزوار الآخرون.
وأشار إلى أن المنتجع يشغل خلال فصل الصيف من 120-150 عاملا يومياً، وخلال فصل الشتاء من 50-60 عاملا يومياً.
من جانبه، لم يبد صاحب ملاهي البشير محمد عقل أي تفاؤل لاستقبال هذا الموسم، معللاً السبب لتردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع أعداد زوار مدينة الملاهي والتي يقتصر قاصدوها على طلاب المدارس الذين يأتون خلال رحلات ترفيهية.
وقال لصحيفة "فلسطين" رغم أن أسعار التذاكر رخيصة ووفق احتياجات وقدرات الأهالي والعائلات في القطاع، إلا أن هناك عدم قدرة عند الأهالي لتوفير المبالغ اللازمة للترفيه.
وبين عقل أن المصاريف التشغيلية لمدينة الملاهي أعلى من الأرباح التي تجنيها، والتي لا تغطي تكاليف تشغيل الألعاب الترفيهية، لافتاً إلى أن تشغيل الألعاب في ظل عدم توفر كهرباء يضطرهم إلى شراء الوقود بأسعار غالية وهو ما يزيد من الخسائر التي يتكبدونها
أوضاع صعبة
وقال أمين سر الهيئة الفلسطينية للفنادق والسياحة محمد أبو حصيرة إن:" كافة المنشآت السياحية في القطاع على جاهزية للعمل واستقبال موسم فصل الصيف"، مستدركًا:" إلا أن الوضع الاقتصادي والأمني والذي يشهد تذبذباً يمكن أن يهدد الموسم بأكمله".
وأضاف لـ"فلسطين" أن:" حالة القطاع السياحي في مد وجزر بحسب الأوضاع التي يواجهها القطاع والتي لا يمكن لأحد أن يتوقعها"، مؤكداً أن كل هذه الظروف تؤثر على مزاجية المواطن التي تلعب دوراً كبيراً في ذهابه للأماكن الترفيهية والسياحية.
وبين أبو حصيرة أن 120 منشأة سياحية تعمل في القطاع، منها 16 فندقا، و80 مطعما، و30 منتجعا سياحيا، بالإضافة إلى 8 مدن ملاه.
وأشار إلى أن الـ16 فندقا فيها 650 غرفة جاهزة لاستقبال الأفراد، لكنها خالية تماماً بسبب الحصار واغلاق المعابر التي منعت قدوم الوفود التضامنية والتي كانت تمثل في السابق طوق نجاة لأصحاب هذه الفنادق.
وأوضح أبو حصيرة أن عدد العمال الذين يشتغلون في هذه المنشآت حالياً يصل إلى 1600 عامل، بينما كانوا في وقت سابق يزيدون عن 3000 عامل.
ولفت إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية أجبر العديد من أصحاب المنشآت السياحية على تسريح أعداد كبيرة من العمال، والإبقاء على عدد قليل قادر على تشغيل المنشأة بالحد الأدنى، وذلك للتخفيف من الخسائر التي تلحق بهم.
وقال أبو حصيرة إن:" أصحاب المنشآت السياحية يواجهون الكثير من المشاكل، أبرزها: ارتفاع فاتورة المصروفات وبالذات في ظل استمرار أزمة الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة واضطرار هذه المنشآت إلى شراء الوقود الذي يُكلف أسعارا عالية".
وأضاف:" كما أن مشكلة الضرائب التي تفرضها الجهات الحكومية على المنشآت السياحية لا تراعي الوضع الاقتصادي لأصحاب هذه المنشآت والذين يعانون كغيرهم من تبعات الحصار".
موسم جيد بشروط
بدوره أوضح مدير عام الإدارة العامة للسياحة في وزارة السياحة، رزق الحلو أن موسم صيف 2016 سيكون جيداً في حال توفر الهدوء النسبي واستقرت حالة المواطنين بعد نهاية العام الدراسي وخلال شهر رمضان.
وقال لـ"فلسطين" إن :" الأماكن السياحية في القطاع متعددة الإمكانيات والمستويات وتتناسب مع جميع فئات المجتمع من ناحية الأسعار والرغبات والاحتياجات التي يرغب بها المواطن الفلسطيني هو وأسرته".
وأضاف الحلو أن:" الفنادق والمطاعم والمنتجعات تقدم خدماتها للفئات التي توجه رسالتها لها وكل مكان له ما يميزه والمواطن له المجال مفتوح للاختيار في أين سيذهب"، لافتاً إلى أن الأوضاع تسير بطريقة معقولة وجيدة.
وأشار إلى أن الوزارة عملت على تنشيط المنشآت السياحية لتكون على جاهزية لاستقبال المواطنين خلال هذا الموسم، كما زادت الوزارة من التواصل مع القطاعات المهتمة برعاية السياحة الداخلية وتشجيع العمل فيها لحل بعض الإشكاليات التي تواجهها والتجهيز لموسم ينال رضى أهالي قطاع غزة.
وأكد الحلو أن تنشيط السياحة الداخلية له دور كبير في تمكين هذه المنشآت من معاودة نشاطها ومواجهتها للحصار بما يمكنها من تغطية مصاريفها التشغيلية وتشغيل عدد لا بأس به من الأيدي العاملة.