فلسطين أون لاين

​رحيل "سيّدة القدس" قبل أن تقرّ عينها بتحرّر نجلها!

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ خضر عبد العال:

مرّت سبع سنوات عجاف على "سيدة القدس" الأسيرة المحررة آمال الشاويش وهي تنتظر لحظة تحرّر فلذة كبدها الأسير محمد جودت الشاويش (30 عامًا) من البلدة القديمة لتحتضنه وتضمه علها تطفئ نار شوقها التي أضرمتها غياهب سجون الاحتلال قسرًا وإجبارًا.

عاشت الراحلة الشاويش سنوات الانتظار بألم وحسرة على نجلها الأكبر محمد الذي اعتقلته قوات الاحتلال في أبريل/ نيسان 2012 وأصدرت بحقه حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات.

و"سيدة القدس" هو لقب أطلقه المقدسيون على آمال الشاويش، لأنها قدمت نفسها وزوجها وأبناءها جمعيًا أسرى فداءً للقدس ودفاعًا عن المقدسات، كما قالت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني لصحيفة "فلسطين".

ويروى نجلها الأصغر أحمد الشاويش لصحيفة "فلسطين"، تفاصيل تلك السنوات، حين كانت والدته متوجهة لزيارة شقيقه محمد في سجن النقب الإسرائيلي في مارس/آذار 2015، فاعتقلتها سلطات الاحتلال وقد اتهمتها بمحاولة إدخال أجهزة خلوية للأسرى داخل السجون.

مكثت الوالدة (52 عاماً) في الأسر شهرا واحدا، ثم جرى تحويلها للحبس المنزلي، ودفع كفالة مالية بقيمة 15 ألف شيكل، بسبب إصابتها بالمرض الخبيث، ولاحقًا صدر حكم بتحويلها لخدمة الجمهور (أعمال نظافة وما شابه) عدة أشهر، ولم تكن حينها تقوى على ذلك بسبب المرض.

وبعد عام توفي زوجها الأسير المحرر جودت الشاويش، وقد حرم الاحتلال محمد من المشاركة في جنازته وإلقاء نظرة الوداع.

وفي عام 2016، أصدرت المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع المحتلة، حكمًا إضافيًا بحق محمد بسجنه لمدة 22 شهرًا.

وفي أواخر 2018 نقل محمد من سجن جلبوع إلى زنازين العزل في سجن مجدو بقرار من جهاز المخابرات بذريعة أنه كان يشكل خطرًا على الأمن العام.

كانت الوالدة تتجهز لاستقبال نجلها الأكبر محمد في 21 فبراير/ شباط الماضي، الذي كان على موعد مع الحرية وإطلاق سراحه، بعد أن أتم مدة محكوميته البالغة 82 شهرًا (خمس سنوات و22 شهرًا إضافيًا)، إلا أن فرحة الأم لم تكتمل بسبب ظلم سلطات الاحتلال التي قررت تحويل محمد للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر.

قرار الاعتقال الإداري قهر الوالدة وضاعف من آلامها، الأمر الذي أثر عليها سلبًا إذ تدهور وضعها الصحي بشكل كبير، وفقًا لنجلها الأصغر أحمد.

وصباح أمس، وافت المنية "سيدة القدس" الوالدة آمال وتركت خلفها أحزانًا ومأسي كبيرة، ففي 21 أغسطس/ آب المقبل من المقرر أن يتنفس محمد نسيم الحرية، إذ تنتهي مدة الاعتقال الإداري.

ويضيف النجل الأصغر: "في ذلك اليوم لن تكتمل فرحتنا، فأمي التي انتظرتها طوال الفترة الماضية، وكانت تعتصر ألمًا على فراق ثم صبرت وصبرت، إلى أن فارقت الحياة (أمس) ولن ترَ للأبد فلذة كبدها أخي الأكبر محمد".

ونوه إلى أن لمحمد "معزّة خاصة" عند الوالدة كونه "أول فرحتها".