شككت صحيفة "هآرتس" العبرية في نجاح الصراع الذي تقوده دولة الاحتلال ضد حركة المقاطعة الدولية " BDS"، مؤكدة أن هذا الصراع يحقق نتيجة عكسية.
ووصفت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، (إسرائيل) بـ"الدولة الظلامية"، واعتبرت أن قرارها السماح لعضوتي مجلس النواب الأمريكي إلهان عمر ورشيدة طليب بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة "رغم إعرابهما عن التأييد لحركة المقاطعة الدولية (بي دي أس)، هو دليل على انعدام الجدوى في الصراع ضد حركة المقاطعة.
وقالت: "رغم وسائل الاستخبارات المتطورة والميزانيات الطائلة التي ينفقها الجمهور الإسرائيلي على الصراع ضد حركة المقاطعة، فإن (إسرائيل) لن تنجح أبدا في إخفاء النقد للاحتلال".
ونوهت إلى أن قرار السماح لطليب وعمر جاء مخالفا للتعديل الذي جرى على قانون الدخول إلى (إسرائيل)، والذي بموجبه من "المفترض أن يمنع دخولهما".
وصادق الكنيست الإسرائيلي، قبل أعوام، على مشروع قانون يمنع بموجبه دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة لأي شخصية تدعو أو تؤيد حركة المقاطعة.
واعتبرت الصحيفة العبرية أن "هذا درس مهم لمن اعتقد أنه يمكن أن نفرض على العالم التنكر للاحتلال".
وأوضحت أنه "يتبين أن هذا ليس ممكنا، حتى عندما يكون من يتولى في الولايات المتحدة رئيس أمريكي متعاطف مع (إسرائيل)، وفي الوقت الذي يطلب الدخول عضوتا الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي يمقتهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وتابعت: "وحتى عندما يدور الحديث عن كريهات لترامب، فقد استثنى القانون الإسرائيلي عبر الصلاحية التي توجد في لوائح التنفيذ باستثناء دخول عناصر سياسية، خشية المس بالعلاقات الخارجية لـ(إسرائيل)".
واستدركت الصحيفة العبرية: "الأمر اليوم يتعلق بعضوتي كونغرس أمريكيتين، وغدا سيحاول الوصول للزيارة أعضاء برلمان بريطانيون، فرنسيون أو ألمان مؤيدون للمقاطعة، ويسعون للتعرف على الاحتلال"، متسائلة: "ماذا سيقول عندها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؟".
وبينت أن "الصراع الإسرائيلي ضد المقاطعة يحقق الهدف المعاكس؛ فهو يوفر نشرا مجانيا لحركة المقاطعة، ويعرض (إسرائيل) كدولة ظلامية تلاحق معارضيها السياسيين".
ورأت "هآرتس" أن "قانون المقاطعة هو شهادة فقر؛ فبدلا من العمل في إخفاء الاحتلال، على (إسرائيل) أن تعمل كي تؤدي إلى إنهائه، وبدلا من استثمار المقدرات في إخفاء الواقع، ينبغي استثمار المقدرات في إصلاحه"، حسب تعبيرها.