لم تكن معايشة مرحلة الثانوية العامة في بيت الحاج المقدسي أبو إياد شنيطي كغيره من البيوت الفلسطينية، إذ احتضن هذا البيت 4 توائم قدمن اختبارات الثانوية العامة "الإنجاز" في الفرع العلمي في هذا العام، وتفوقن بحفظهن كتاب الله، وصولاً لنجاحهن الباهر.
الطالبات: ديما، ودينا، ورزان، وسوزان (18 عاماً)، شقيقات أربع درسن تحت شجرة بيتهن، لتثمر أوقات الدراسة نجاحاً أدخلن به الفرحة ليس فقط على والديهن، بل تعدت لترفرف على قلوب أهالي بلدة "أم طوبا" بالقدس المحتلة، وكل من وصله خبر نجاحهن.
التوائم الأربع تحدثن لصحيفة "فلسطين" عن سر نجاحهن رغم ما واجهن من تحديات واستفزازات إسرائيلية لقربهن من مستوطنة "جبل أبو غنيم" المُقامة على أراضي قرية صور باهر، مشيرات إلى أنهن تحدين كل الظروف وصولاً لتحقيق أهدافهن.
وحصلت الشقيقات على معدلات متقاربة في الفرع العلمي، إذ حصلت ديما على معدل 92.4%، ودينا على معدل 93.9%، وسوزان 91.4%، ورزان 91.1%، ليسجلن إنجازاً جديداً في حياتهن، مرجعات الفضل بذلك إلى والديهن ومساندة بعضهن البعض.
نجاح شنيطي (55 عامًا) والدة التوائم لم تسع الفرحة قلبها في أثناء حديثها لصحيفة "فلسطين"، قائلة: "فرحتي بنجاح بناتي لا توصف، وهذا النجاح أهديه للشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى دعم أشقائهن المساندين لهن في دراستهن، خاصة شقيقهن زياد المشجع لهن على التميز.
وذكرت أنهن درسن سوياً "تحت شجرة" في حديقة منزلهن، بعدما كن يدرسن منفردات ثم يجتمعن للمراجعة الجماعية لما درسنه.
وعملت والدتهن على توفير الأجواء المناسبة لهن، فخصصت لكل واحدة منهن "برندة" خاصة في البيت للدراسة، ثم يجتمعن تحت شجرة بيتهن للمراجعة، مفتخرة بوجود "أربع زهرات يحفظن كتاب الله، وتفوقن في اختبارات الثانوية العامة".
سر النجاح
وأجمعت الطالبات الأربع على أن الدراسة المتواصلة والحفظ والفهم الجيد لدروسهن في التخصص العلمي وعدم تراكم الدراسة، وتأقلمهن مع الأوضاع المعيشية التي تحيط بهن، جعلهن يحققن هدف التفوق والنجاح وصولاً إلى الامتياز.
وقالت الطالبة ديما: "تكلل نجاحنا رغم القلق والخوف، ويجمعني مع شقيقاتي التوائم الحزن والفرح، فنحزن معًا ونفرح معًا، ونساند بعضنا البعض في كل الظروف".
وأضافت لـ"فلسطين": "تفوقنا في الدراسة فضله الأول يعود لحفظنا القرآن الكريم، الذي منحنا بركة كافية ووافية في الوقت، إضافة لدعم المدرسات لنا طوال العام الدراسي"، موجهة الشكر لكل من وقف معهن في الدراسة.
أما شقيقتها دينا فأوضحت أنهن يطمحن لدراسة تخصصات عدة، ما بين هندسة وطب، مشيرة إلى الفرحة الغامرة التي دخلت قلوبهن وجميع أفراد أسرتهن.
وقالت: "مع تفوقنا ذابت لحظات التعب والسهر في الليالي الطوال، ونحن لم نتوانَ عن الدراسة والمتابعة الدقيقة لدروسنا أولاً بأول".
في حين ذكرت رزان أن لديهن القدرة على الحفظ السريع لدروسهن، موجهة شكرها للهيئة التدريسية الداعمة لهن، ولأسرتهن التي أتاحت الظروف الدراسية الملائمة لهن.