أكد ناشط في مجال مقاومة الاستيطان أن الأغوار الشمالية تواجه أكبر مخطط إسرائيلي لطرد السكان الفلسطينيين وجلب المستوطنين اليهود، وذلك في إطار مشروع تهويد الضفة الغربية المحتلة بالكامل.
وقال الناشط صلاح الخواجا لصحيفة "فلسطين": "إن سلطات الاحتلال والمستوطنين يحاولون بكل الوسائل تهجير الفلسطينيين قسرا، بشكل مباشر وغير مباشر، لإفراغ الأراضي، عبر أوامر الاستيلاء، وإخطارات الهدم والإخلاء، أو قطع المياه أو الكهرباء، وإعلان المناطق العسكرية، والمناورات.
وكان مستوطنون نصبوا خلال اليومين الماضيين عددا من البيوت المتنقلة "كرفانات" على أراضي المواطنين في الأغوار الشمالية غرب مستوطنة "مسكيوت" في منطقة "أبو القندول" في وادي المالح، وبالقرب من البؤر الاستيطانية بمناطق "السويدة" و"خلة حمد".
وأكد الخواجا أن المستوطنين قاموا خلال الأسبوع الماضي، بعملية مسح شامل للأراضي في الأغوار الشمالية، وبعدها زرعوا أشجارا في منطقة خلة حمد من أجل أن تكون تلك الأشجار ذريعة لاقتحام تلك المنطقة.
وأوضح أن الأغوار التي تمثل نحو 28% من أراضي الضفة الغربية تعد سلة الغذاء للسكان، إذ تستأثر بأكثر من نصف الإنتاج الزراعي الكلي في الضفة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يدرك هذه الحقيقة، ووفقا لذلك فهو يريد تحويل الأغوار إلى بؤر استيطانية بدلا من أن تكون أراضي زراعية للفلسطينيين.
وذكر أن الاحتلال يمنح حوافز وتسهيلات للمستوطنين ليسكنوا بالأغوار ويوسعوا مستوطناتهم القائمة وينشئوا أخرى جديدة، وفي المقابل تُجرى عمليات ملاحقة وتضييق على المزارعين الفلسطينيين وتخريب لمحاصيلهم الزراعية.
وأضاف: "يوميا يضيق الاحتلال على المواطنين، بحجز السيارات والجرارات الزراعية وتغريم المزارعين غرامات مالية باهظة، إضافةً لتخريب محاصيلهم الزراعية بحجة التدريبات العسكرية وتهجير المواطنين من منازلهم، وتدمير خطوط المياه، وغير ذلك من الممارسات القمعية".
ولفت الخواجا إلى أن الأغوار تعد أيضا المخزون الإستراتيجي لمياه الضفة الغربية، محذرًا من أن الاحتلال باستمرار أساليبه في منع المياه عن الفلسطينيين فإنه يعرض منطقة الأغوار لخطر التعطيش، الذي سينسحب لاحقا على باقي محافظات الضفة.
ودعا إلى التصدي لمخططات الاحتلال من خلال زراعة الأراضي واستثمارها ومتابعة التسويات القانونية، والتوعية بكيفية التعامل مع إخطارات الهدم والإخلاء، وآليات المتابعة القانونية للحفاظ على تلك الأراضي.