فلسطين أون لاين

​"الفلاشا".. جلبتهم (إسرائيل) سرًّا لتفرض عليهم تمييزها العنصري

...
صورة أرشيفية
الناصرة/ طلال النبيه:

في عام 1973م قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي استجلاب العديد من يهود الفلاشا "الإثيوبيين" لمواجهة النمو الديموغرافي العربي؛ حيث هاجر المئات من الفلاشا إلى الداخل المحتل عام 1977م، واستجلبت (إسرائيل) نحو 6000 آخرين بين عامي 1977 و1983م، في حين استقبلت نحو 7000 آخرين في عملية "موشيه"، قبل إطلاق عملية "سليمان" عام 1991م لاستجلاب 15000 إثيوبي.

اليوم يصل عدد اليهود الفلاشا في (إسرائيل) إلى 148 ألف يهودي من أصول إثيوبية، وفق دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية عام 2017، بينهم 87 ألفًا ولدوا في إثيوبيا و61 ألفًا في (إسرائيل).

وقرر حاخام الطائفة السفاردية "الشرقية" (عوفاديا يوسف) اعتبار طائفة "بيتا يسرائيل" الإثيوبية، طائفة يهودية؛ خلافًا للحاخام الأشكنازي (شلومو غورين) الذي اعتبرهم غير يهود، في أول أشكال العنصرية الإسرائيلية ضد أولئك المهاجرين.

تلك الطبقة المهمشة من الديانة اليهودية، أربكت المجتمع الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين، باحتجاجاتها الميدانية والعنيفة، يطلقون على أنفسهم (بيتا إسرائيل، بيت إسرائيل)، بعد مقتل فتى إثيوبي يبلغ (18 عامًا) برصاص شرطي إسرائيلي خارج الخدمة في مدينة حيفا يوم 29 يونيو الماضي، وتبرئة الشرطي من جريمته.

ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة: إن حملات هجرة الفلاشا إلى داخل فلسطين المحتلة عام 1948، تهدف إلى منح (إسرائيل) صفة الممثل الوحيد والشرعي لليهود حول العالم، في كل أماكن تواجدهم.

وقال جعارة لـصحيفة "فلسطين": (إسرائيل) رغم تحقيقها لهذه الحملات لكنها تمارس العنصرية على كل يهودي ليس غربيًّا"، مشيرًا إلى أن المشروع الإسرائيلي هو مشروع غربي لا يمكن أن ينسجم مع يهود الفلاشا أو اليمنيين والمغاربة ولا حتى الروس.

وبيّن أن (إسرائيل) توجهت لاستقدام وتوطين اليهود الفلاشا داخل فلسطين المحتلة، بسبب حاجتها إلى الموارد البشرية لأنها من أخطر النقاط الاستراتيجية التي تعانيها.

وأضاف: "قدوم هذه الأعداد من اليهود حول العالم إلى فلسطين المحتلة يعمل على تنمية الموارد البشرية"، مؤكدًا أن موضوع الهجرة يعد الداعم الأكبر للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية".

وتتميز الجالية الإثيوبية بخدمتها العالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنها تعاني ارتفاعًا كبيرًا في نسب الفقر وعدم اندماجها في المجتمع الإسرائيلي الذي يمارس بحقهم الاضطهاد والتمييز العنصري.

ومن أبرز تلك النماذج العنصرية التي مورست بحقهم، إتلاف بنك الدم الإسرائيلي كل كميات الدم التي تبرع بها "الفلاشا" بين عامي 1984-1996م، في حين تعد نسب الفقر بينهم الأكثر ارتفاعًا مقارنة بغيرهم من اليهود.

ومنذ عام 1997م قُتل 11 إثيوبيًّا في اشتباكات مع سلطات الاحتلال، وفقًا صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، كان آخرهم الفتى الإثيوبي برصاص الشرطي الإسرائيلي.

وردد المنتفضون الإثيوبيون شعارات تؤكد العنصرية الإسرائيلية بحقهم منها: "حياة السود مهمة"، تعبيرًا عن رفضهم للممارسات العنصرية بحقهم.

ووفقًا "للمشروع الوطني للجالية الإثيوبية"، فإن 41% من عائلات الفلاشا كانت في حالة من الفقر عام 2012، مقارنة مع 15% في أوساط العائلات اليهودية الأخرى، في حين كان 49% من الأطفال اليهود الإثيوبيين يعيشون في حالة فقر مقارنة مع 24% في أوساط الأطفال اليهود الآخرين.