فلسطين أون لاين

​السلطة تترك مرضى غزة لمصيرهم في القاهرة

...
صورة أرشيفية
القاهرة- غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد نجاحه في الحصول على تحويلة طبية من وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله للعلاج في المستشفيات المصرية، تفاجأ المريض محمد نجيب بعد وصوله مستشفى معهد الكبد القومي في القاهرة برفض إدارة المستشفى استقباله.

وقال والد المريض نجيب الذي خرج مع ابنه مرافقاً في علاجه بالعاصمة المصرية القاهرة: "إن السلطة الفلسطينية أوعزت للمستشفيات المصرية بوقف استقبال أي مرضى من قطاع غزة، حتى ولو كانوا يحملون تغطية مالية كاملة".

وأضاف لـ"فلسطين": "خرجنا من قطاع غزة بعد تقديمنا على إجراءات إصدار نموذج رقم واحد، والموافقة من قبل دائرة العلاج بالخارج على التغطية المالية، بعد زيارات عديدة لها، حيث استغرق إخراجها أكثر من شهرين".

وتابع والد المريض نجيب: "عندما أعطونا التغطية المالية وجدنا أنها في مستشفى مصري وليس في أحد مستشفيات (إسرائيل)، وقبلنا لأنه لا يوجد أي خيار آخر لنا، رغم علمنا بمشقة السفر، والتسجيل له، والمصاريف الداخلية في مصر".

وأوضح أنه قام بالتسجيل للسفر عبر معبر رفح البري، ووصل ابنه المريض إلى المستشفى المصري المدون في التحويلة، ولكن رفضت إدارته استقباله وإدخاله إلى المستشفى، وهو ما شكل له مزيدًا من الضغط النفسي إلى جانب ما يمر به من آلام بسبب مرضه.

ولم يكن حال المريض محمود أبو عودة المصاب بتضخم في الطحال وتليف في الكبد، بأحسن حال من نجيب، فالآخر يقبع منذ أكثر من شهر في القاهرة على حسابه الخاص في إحدى الشقق، بسبب عدم استقبال المستشفى الذي حولته إليه دائرة العلاج بالخارج.

ويقول أبو عودة الموجود بالقاهرة خلال مقابلة أجرته معه "فلسطين": "المريض الحلقة الأضعف في وطننا. ماذا تريد السلطة من شخص مصاب بتليف في الكبد؟ لا يمكن استغلال ملفنا في تشكيل أي ضغطسياسي على أي من الأطراف".

وأضاف: "ما يحدث معي وغيري ظلم، أنا مريض جدًّا وكل يوم يمرُّ علي دون وجودي في المستشفى هو تهديد لحياتي، وتأخير لمرحلة شفائي، يجب على السلطة في رام الله ووزارة المالية، والسفارة الفلسطينية في القاهرة التحرك بسرعة".

وأوضح أبو عودة أن المصاريف المالية خلال وجوده خارج المستشفى تزداد يوماً بعد الآخر، حيث يحتاج يوميًّا إلى قرابة 700 جنيه مصري (175 شيكلًا) من أدوية وطعام، وتنقل إلى المستشفى في محاولاته لإقناع إدارتها باستقباله.

ويشير إلى أنه ليس الوحيد الذي يعاني مشكلة إغلاق المستشفيات المصرية الباب في وجوههم، إذ يوجد العشرات من مرضى الكبد الذين عانوا مشقة كبيرة في الخروج من قطاع غزة.

ويذكر أن العديد من المرضى الذي يعرفهم جيداً اضطروا إلى مغادرة مصر والعودة إلى قطاع غزة من جديد، بعد فقدهم الأمل في استقبال المستشفيات المصرية لهم، وعدم استجابة دائرة العلاج بالخارج التابعة للسلطة الفلسطينية في تسهيل إجراءاتهم، من خلال التواصل الرسمي مع المستشفيات.

السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح أقر في تصريح سابق له بوجود أزمة لدى مرضى الكبد من سكان قطاع غزة، مؤكداً أن مشكلتهم ستحل بعد تحويل الأموال اللازمة لهم من رام الله.

ودعا اللوح المرضى الموجودين في العاصمة المصرية الحاصلين على تحويلات طبية، لعدم العودة إلى قطاع غزة والتمهل إلى حين حل مشكلتهم.

يشار إلى أن السلطة الفلسطينية اتخذت إجراءات صارمة ضد سكان قطاع غزة، من بينها وقف التحويلات الطبية إلى الخارج، في إطار عقوباتها المتواصلة منذ أكثر من عامين.