فلسطين أون لاين

​الغرق الجاف".. موت خارج المياه.. كيف ننقذ أطفالنا منه؟

...
يجب التأكد من عدم وجود نقص في الأكسجين
غزة/ صفاء عاشور:

في فصل الصيف يكثر إقبال الأهالي على اصطحاب أطفالهم للسباحة في البحر أو المسابح الخاصة، ومع سباحة الأطفال العشوائية والتي تكون في الغالب دون تدريب قد يتعرض الطفل إلى الإصابة بالغرق.

وبعيدًا عن الغرق العادي الذي يعرفه الجميع، فإن هناك نوعًا من الغرق ليس أقل خطورة على حياة الإنسان وخاصة الأطفال وهو الغرق الجاف، هذا النوع يمكن أن يتسبب إهمال علاجه إلى وفاة الطفل وفقدان حياته.

موت خارج الماء

رئيس لجنة السباحة بالزعانف مدير العلاقات العامة في الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية محمد عودة، عرف الغرق الجاف بأنه تعرض الطفل لشرب كميات كبيرة من المياه بكثرة أثناء السباحة في البحر أو في المسبح.

وبين عودة لـ"فلسطين" أن الأطفال قد يشربون المياه بسبب عدم قدرتهم على السباحة بشكل طبيعي، لتدخل المياه إلى رئة الطفل الصغيرة ثم تنتقل إلى الحويصلات الهوائية، ومن ثم تمتلأ الحويصلات ليصاب بعدها الطفل بعدة أعراض كمقدمة للموت الجاف.

وقال عودة: إن "من أبرز أعراض الغرق الجاف؛ صعوبة التنفس وذلك لأن الحنجرة تتخذ موقفا دفاعيا عند نزول الماء فتتشنج، ويحصل ذلك بعد ساعتين من خروج الطفل من الماء، ومن الأعراض أيضًا تغير لون شفتي الطفل للون الأزرق، وسعال مستمر، والإصابة بالإرهاق الشديد وطلب النوم بشكل مستمر".

وأضاف "أعراض الغرق الجاف قد تستمر من ساعتين إلى 24 ساعة"، لافتًا إلى أنه سمي بالغرق الجاف لأن الطفل لا يغرق بالبركة أو البحر، بل يخرج منهما بسلام وتبدأ بعدها الأعراض وتكون الحويصلات الهوائية قد امتلأت بالماء".

وأشار عودة إلى أن الكشف عن الموضوع ليس صعبًا، ويمكن لأي طبيب الكشف على الحويصلات الهوائية أو عمل صورة للصدر، لكن تبقى مسؤولية الأهل هي الأولى من حيث أخذ الانتباه لما يحصل لأبنائهم بعد خروجهم من الماء وانتهاء السباحة.

ونبَّه إلى أنه يمكن للأهل اكتشاف الأمر ومعرفة ذلك من خلال صعوبة التنفس والسعال وظهور فقاعات هوائية على أطراف شفتي الطفل، بالإضافة إلى الالحاح الدائم على طلب النوم بشكل قوي بعد السباحة.

وبين أن هناك نوعا ثانيا من الغرق وهو الغرق الثانوي ويحصل عند شرب الطفل كميات كبيرة من المياه ثم استقرت في المعدة، ليصاب بعدها الطفل بنزلة معوية، استفراغ، إسهال وقد تمتد إلى أيام، ويجب علاجها بشكل عاجل لتجنيب الطفل آلام الإعياء التي ستظهر عليه بسببها.

وشدَّد عودة على أهمية عدم الاستهانة بهذه الأعراض، وعلى الأهل اصطحاب أطفالهم والتوجه لأقرب مركز طبي أو طبيب ليقوم بعمل اللازم، مؤكدًا على ضرورة وقوف الأهل عند مسؤولياتهم ومراقبة أولادهم أثناء السباحة وعندم الانشغال عنهم وسعى الأهل لتعليم أولادهم السباحة.

اختلال في الجسم

من جانبه، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى الدرة د. أحمد بصل، أكد أن الموت الجاف هو تناول كميات كبيرة من الماء ودخولها للرئتين مما يمنع عملية نقل الاكسجين بشكل طبيعي في الرئتين، وبالتالي عدم تعامل الجسم مع نقل الأكسجين وثاني اكسيد الكربون بشكل طبيعي.

وأكد د. بصل لـ"فلسطين" أن هذا الأمر يؤدي إلى تأثر القلب والدماغ ويظهر على الطفل بعض الأعراض مثل شحوب الجسم وازرقاق الاطراف والشفتين، السعال، وصعوبة في الكلام وفقدان الوعي بسبب نقص الأكسجين عن الدماغ.

وأشار بصل إلى أن وجود الماء في الرئتين يؤدي إلى السعال المتكرر وإحساس بآلام في الصدر وضيق في التنفس ونقص الأكسجين في الدماغ.

وقال: إن "بعد ملاحظة هذه الأعراض على الطفل يجب نقله إلى المراكز الطبية أو المستشفى على وجه السرعة، ووقتها الأطباء يعملون بدايةً على التأكد من أن مجرى التنفس طبيعي ولا يوجد فيه أي إشكالية".

وأضاف بصل "كما أنه يجب التأكد من عدم وجود نقص في الأكسجين أو أن الطفل يعاني من دوخة أو أن حركة الجسم غير منتظمة، والعمل على متابعة مجرى التنفس، مستوى الوعي لمدة 4-6 ساعات، التأكد من عدم وجود تقيؤ مفاجئ عند الطفل".

وأوضح أنه في بعض الحالات يمكن أن يتم منع الطفل من الأكل والشرب لمدة 4-6 ساعات، وأنه إذا حصل انخفاض في مستوى الأكسجين قد يضطر الأطباء إلى وضع الطفل على جهاز التنفس.

ونوَّه بصل إلى أن أي أم تلاحظ تغيرًا في مستوى الوعي عند طفلها والقيام بحركات لا إرادية وغير معتاد عليها أو حصول ازرقاق على الشفتين والأطراف فيجب نقل الطفل مباشرة إلى المشفى.

وذكر أنه بإمكان الأم متابعة حالة الطفل من المنزل والقيام بالإسعافات الأولية من خلال التأكد من نوم الطفل إذا أراد النوم على الجانب الأيسر أو الأيمن والتأكد من أن مجرى التنفس طبيعي لا يوجد فيه أي إشكالية.