فلسطين أون لاين

​ضمن مساعي إفراغ المدينة من المقدسيين

"القدس المحررة".. غرور إسرائيلي في "التهويد"!

...
جانب من مستوطنة "رامات شلومو" في القدس المحتلة (أ ف ب)
القدس المحتلة / غزة - نسمة حمتو

لم يكتف الاحتلال بسرقة الأرض بل يحاول سرقة التاريخ، ومن دلالات ذلك ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الأربعاء الماضي، من قرار وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغف، للكتابة على الشعار الرسمي للاحتفال بمرور 50 سنة على احتلال شرقي القدس، عبارة (50 سنة على تحرير القدس) بدل "توحيدها" والادعاء بأنها عاصمة لدولة الاحتلال.

وقالت الصحيفة إن حكومات الاحتلال، امتنعت حتى اليوم، عن استخدام مصطلح "تحرير القدس"، وتحدثت في الأساس عن "توحيد المدينة"، ولكن خلال العمل على تصميم الشعار الخاص، نشأت خلافات بين ريغف والمهنيين الذين صمموا الشعار، حيث عارض هؤلاء استخدام كلمة "تحرير" خشية إغضاب العالم، ولكن باعتبارها المسؤولة بحكم منصبها عن الاحتفالات، تمسكت برواية اليمين الأيديولوجي التي تعتبر حرب (الأيام الستة) "حربًا لتحرير القدس من الاحتلال الأجنبي" على حد زعمها.

وفي هذا الصدد، قال رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر: إن الاحتلال مستمر في عملية تهويد الأراضي المقدسة، وهي في تطور مستمر، لافتًا إلى أن الاحتلال يتعامل مع تهويد القدس وفق رؤية دقيقة ومخططات بعيدة المدى.

وأشار خاطر لـ"فلسطين"، إلى أن الاحتلال يطور آلياته أثناء التهويد، وكذلك يطور لغة الخطاب والدعاية الكاذبة والتضليل الذي يمارسه الاحتلال.

ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال هذه اللغة الجديدة أن تقول للعالم إنه تمَّ استرجاع مدينة القدس وليس احتلالها، مؤكدًا أن ذلك من ضمن سياسة استبدال الحقائق الذي يعكس مستوى غرور الاحتلال في عملية التهويد.

وأكد أن ذلك يعكس مستوى التحدي للمجتمع الدولي الذي يتفق كله دون استثناء على أن مدينة القدس محتلة، قائلاً:" الحديث عن (تحرير القدس) هو قمة الكذب تمامًا كاللص الذي يسرق الشيء ثم يزعم أنه استرجع حقه من الضحية التي سرق منها".

وأضاف خاطر: الاحتلال يحاول تغيير اسم الجريمة من دولة محتلة إلى دولة محررة للمدينة المقدسة وهو استخفاف بعقول المجتمع الدولي ومحاولة جديدة لتغيير الحقائق بأساليبه وطرقه التي لم يمل منها على مدار أكثر من 7 عقود من الزمن.

وأشار إلى أن الاحتلال نجح إلى حد ما في تزييف جزء لا بأس به من الوعي لدى عدد من قيادات السياسة في العالم التي دخلت ضمن "اللوبي الصهيوني" وبدأت في تبنيه، معتبرًا هذا الأسلوب جزءا من المعركة مع الاحتلال.

من ناحيته قال المختص في شؤون القدس، زياد حموري: إن بداية الخطورة في موضوع القدس هو فرض "القانون الإسرائيلي" عليها، مشيرًا إلى أن أي مصطلحات قادمة تصب في خانة الضم والسيطرة على المدينة.

وأضاف حموري لـ"فلسطين": مصطلح تحرير يعني تكملة إفراغ القدس من أهلها، مشيراً إلى أن الاحتلال يعمل في الوقت الحالي على هذا المصطلح بكل الوسائل من خلال قضايا أمنية وضغوطات للوصول لتشريد أهلها المقدسيين بشكل كامل.

وأوضح أنه على الرغم من محاولات الفلسطينيين للصمود خلال 50 عامًا مقابل سياسات الاحتلال إلا أن التحديات التي تواجههم كبيرة جدًا، والاحتلال يعمل بشكل مكثف على تضييق العيش على المقدسيين.

وشدد حموري على ضرورة توفير دعم متكامل للمقدسيين ماديًا واقتصاديًا، وحل مواضيع تراخيص البناء، مؤكدًا أنه بهذا الدعم يستطيع المقدسيون مواجهة أي تغيير والمضي نحو تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى تشريد أهلها كافة وإحلال المستوطنين مكانهم.