فلسطين أون لاين

​القبج: سنزور الكويت .. والجامعة معترف بها عربياً وعالمياً

"الحلم الذهبي" يتبدد.. الكويت لا تعترف بشهادة "القدس المفتوحة"

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

لمع بريق الأمل في عيني الشاب "س. ت" الخريج من جامعة القدس المفتوحة بغزة بتخصص الرياضيات، بعد التوجه إلى مقر جامعة الأقصى لتقديم امتحان التوظيف للحصول على وظيفة معلم بدولة الكويت.

وما إن جلس "س. ت" الذي طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة "فلسطين"، في قاعة امتحان التوظيف لتقديم اختبارات التوظيف، دخل أحد أفراد الوفد الكويتي واللجان المشرفة منادياً: "طلاب جامعة القدس المفتوحة يتفضلوا خارج القاعة" نتيجة عدم اعتراف الكويت بجامعة القدس المفتوحة، الأمر الذي أحدث صدمة لديه ولدى العشرات من زملائه.

لم تفلح محاولات هذا الطالب وزملائه في إقناع الوفد الكويتي بأن نظام التعليم بجامعة القدس المفتوحة بغزة ذو جودة عالية، فعادوا إلى منازلهم وقد ضاعت عليهم الفرصة الثانية للحصول على وظيفة في الكويت سبقتها نفس المحاولة العام الماضي.

يقول "س. ت": "إن العام الماضي تقدم عدد من خريجي جامعة القدس بعدما أعلنت الكويت عن حاجتها لنحو 70 معلما، وتقدم نحو 70 خريجا للحصول على الوظيفة، وقدموا اختبارات في شهر آب/ أغسطس 2018 بغزة وجرى قبول كل الطلبات باستثناء خريجي جامعة القدس".

وأضاف: "أطلعنا رئاسة الجامعة ووزارة التربية والتعليم على ما جرى العام الماضي واعتقدنا أنه جرى حل القضية فتقدمنا مرة أخرى هذا العام وسجلنا إلكترونيا للحصول على وظيفة معلم بالكويت".

ويرى هذا الطالب أن الجامعة تتحمل مسؤولية عدم حل هذه المشكلة مع الدول التي ترفض تعيين الخريجين منها.

يعبر عن حزنه بفقدان هذه الفرصة قائلا: "حصلت على امتياز وكنت متفوقا، وكنت أحضر المحاضرات بشكل منتظم وأذهب مشيا للجامعة ولنا منهج معتمد، وكنت أعتقد أن هذه المشكلة انتهت، خاصة أنه لا يوجد فرص عمل كثيرة في غزة".

رفض إلكتروني

حينما جرى الإعلان عن فتح باب التسجيل الالكتروني لموقع التوظيف بالكويت للحصول على فرصة عمل للمعلمين، تقدمت الخريجة سهاد حمد وهي الأولى على دفعتها بتخصص الرياضيات من جامعة القدس المفتوحة بمعدل 92%، وسجلت بالموقع.

وتقول حمد لصحيفة "فلسطين": "عندما نشر إعلان التسجيل، وجدت في الموقع خانة اسم جامعة القدس المفتوحة، وتم التسجيل، وبعد مدة وجدت الطلب مرفوضا الكترونيا والسبب أن الجامعة غير معترف بها حسب ما أفادت الرسالة التي وصلتني الكترونيا".

ذهبت حمد وهي خريجة حديثة من الجامعة، لتقديم امتحان التوظيف كسابقها، بعدما سمعت عن حل المشكلة، لكن وبعد انتظار أربع ساعات قررت العودة لمنزلها بمخيم البريج. لا تخفي حمد صدمتها مما جرى وقالت: "بتنا نتمسك بأي فرصة عمل خارجية لأن العمل في غزة أصبح صعبا جدا".

كانت إلهام شاهين وهي خريجة من تخصص الرياضيات من نفس الجامعة تأمل الحصول على الاعتراف في دولتي قطر والكويت، على غرار اعتراف جميع دول العالم بها.

وقالت لصحيفة "فلسطين" إن وفدا من الطلاب عقد لقاء مع رئاسة جامعة القدس المفتوحة لمعرفة نتيجة لقائهم مع الوفد الكويتي أمس بغزة، حيث أخبرت الجامعة الوفد أنها حملت الوفد الكويتي رسالة لوزارة التربية والتعليم الكويتية تفيد بكفاءة وجودة التعليم في الجامعة وأن طلبتها قادرون على المنافسة مع أي طلبة آخرين على هذه الوظائف.

زيارة مرتقبة

من جانبه، يوضح الوكيل المساعد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برام الله د. إيهاب القبج أن المشكلة متمثلة بوجود قرار لدى الكويت بعدم الاعتراف بنظام التعليم المفتوح بشكل عام، مشيراً إلى أن الوزارة ومن خلال السفارة الفلسطينية في الكويت بعثت مراسلات للكويت لمحاولة إقناعهم بمخرجات جامعة القدس المفتوحة، لكن المشكلة في عدم اعترافهم بالنظام المفتوح في كل الجامعات.

وكشف القبج لصحيفة "فلسطين" عن اتفاق الوزارة مع جامعة القدس لزيارة مشتركة للكويت، وأن السفارة الفلسطينية بالكويت تقوم بترتيب الزيارة التي من المرجح أن تكون في آب/ أغسطس أو سبتمبر/ أيلول القادمين لحل المشكلة، مستغربا عدم اعتراف الكويت بالجامعة في وقت تعترف معظم الدول العربية والعالمية بشهادة جامعة القدس المفتوحة، وأن الكثير من خريجيها حصلوا على فرص عمل في دول أجنبية واثبتوا جدارتهم.

وأوضح أن الزيارة ستتضمن وفدا عالي المستوى يتقدمهد. محمود أبو مويس وزير التعليم العالي، ورئيس جامعة القدس المفتوحة، لمحاولة إقناعالكويت للاعتراف بشهادة الجامعة، قائلا: "نستغرب الأمر، ويجب أن يكون هناك قياس وتقويم صحيح لطلاب جامعة القدس الذين نعتز بهم ونؤكد أنهم يمتلكون المهارات اللازمة للعمل في سوق العمل الداخلي والخارجي".

ولفت القبج إلى أنه لا يوجد استهداف من الكويت لجامعة القدس المفتوحة بغزة، إذ إن الكويت لا تعترف بنظام التعليم المفتوح في كل الجامعات، داعياً وزارة التعليم العالي الكويتية إلى إعادة النظر في قرارها حول جامعة القدس المفتوحة.