فلسطين أون لاين

ما هي طبيعة الخطاب الدعوي في ظل المستجدات القائمة؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

في ظل الأحداث والمستجدات الحالية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكان آخرها مؤتمر البحرين وما تسمى "صفقة القرن"، ينبغي علينا كمسلمين أن يقف كل واحد منا على ثغره من أجل دحض هذه القضية، والوقوف في وجهها منعًا لتمريرها، حتى الخطاب الديني والدعوي له دور في ذلك. لكن كيف يجب أن تكون طبيعة الخطاب حول المستجدات الحالية وتآمر الظالمين من الدول العربية والغربية على فلسطين؟ وماذا عن طبيعة اللغة هل هي حادة أم لينة أم التزام الصمت؟

وفي هذا الصدد قال د. زياد مقداد الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية: "يعد الإعلام منبرا مهما جدًا في إيصال المعلومة، وترسيخ المفاهيم والقضايا، لذلك ينبغي على المسلمين خاصة أهل الشريعة أن يهتموا بهذا المنبر اهتمامًا خاصة فيما يتعلق ببيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالمستجدات الواقعية والسياسية".

وأوضح أن من أبرز المستجدات "صفقة القرن" التي يراد تمريرها على الأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني، بحيث يترتب على ذلك ترك الفلسطينيين بمفردهم في ساحة المعركة، وتضييع أرض فلسطين، وعدم المطالبة بها، وتضييع مقدساتها.

وأشار د. مقداد إلى أن ذلك سيؤدي إلى استعلاء "العدو الصهيوني" على فلسطين والدول العربية والإسلامية، وذلك فيه مخالفات واضحة للشريعة الإسلامية، فاحتلال جزء من الأرض يترتب عليه الجهاد والمحاربة حتى استعادتها، فكيف إذا كانت الأرض الضائعة فلسطين وهي أرض وقف إسلامي؟

وأضاف: إن "ذلك يوجِب المجاهدة، وإذا كانت هذه الصفقة هدفها إيقاف الجهاد والتحرير ينبغي على أصحاب المنابر أن يبينوا خطورة هذه الصفقة والأحكام الشرعية المتعلقة بها، وعلى الأئمة في خطب الجمعة والصحف والمجلات والإذاعات والفضائيات أن يستنهضوا الشعوب الإسلامية ويقفوا موقفًا رافضًا للصفقة".

وعدَّ د. مقداد أن هذه "الصفقة بدأت ترى النور من خلال عقد الورش والمؤتمرات لها، كمؤتمر البحرين الاقتصادي الذي يعد من الخطوات الرئيسة لتطبيق الصفقة، حيث إنها تمهد الطريق للتطبيع مع العدو الصهيوني".

ولفت إلى أن من إفرازات الصفقة بيع القضية بثمن بخس، وجرأة الكثير من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال على الحق التاريخي للمسلمين في فلسطين، ففعلوا أكثر مما فعله بلفور في وعده المشؤوم ونحن ننكره.

وتابع د. مقداد حديثه: "صفقة القرن جريمة بحق المقدسات وفلسطين والأمة الإسلامية، فيحب أن تستيقظ لخطورتها كل بقاع الأرض واستغلال كل المنابر، لذلك يجب أن تكون لغة الخطاب أمام هذه القضية حادة وواضحة وضوح الشمس لبيان خطورتها، والحرمة والآثار لأن الأمر يتعلق بالمقدسات ومقدرات الأمة، فلا مواربة فيها لأن من يطبع اليوم مع اليوم فهو غير مؤتمن على المسجد الحرام والأقصى والأراضي المقدسة".

ونبه في الوقت ذاته على أنه يجب على أصحاب المنابر في كل الميادين أن يراعوا الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ويحاولوا أن ينعشوا النفوس ويرفعوا المعنويات بسبب حالة الإحباط الملازمة لهم لما يروج من صفقة قرن ووضع اقتصادي سيئ، فهذا الأمر ليس حتمًا مقضيًا.

وأشار د. مقداد إلى أنه لا بد من وقفة قوية وشجاعة من الشعوب حتى لو اقتضى الأمر بذل التضحيات.