فلسطين أون لاين

​لتوفير أصناف في غير مواسمها

تجفيف الخضار والفواكه.. ثقافة منزلية بحاجة للتعميم في القطاع

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

تهتم كثير من السيدات في منازلهن بالقيام بعمليات تجفيف لكثير من أصناف الخضار والفواكه التي تكون متوافرة في مواسم معينة وغير موجودة في مواسم أخرى، وذلك من أجل تناولها في غير أوقاتها.

وطريقة التجفيف من الطرق التي استخدمتها ربات البيوت منذ القدم من أجل تخزين الكثير من أصناف الخضار والفواكه، اعتمادًا على مصادر طبيعية للتخزين، بعيدًا عن المواد الحافظة الحديثة التي تسبب العديد من الأمراض.

رانية سليمان من مدينة غزة بينت أنها تعتمد طريقة التجفيف لتخزين الكثير من الأطعمة حتى تجدها في غير مواسمها الأساسية، لافتة إلى أنها تقوم بهذه العملية في منزلها بالتجفيف تحت الشمس.

وقالت رانية لـ"فلسطين": "أجفف الكثير من الأصناف مثل: الكركديه، والمرمية، والزعتر البلدي، والبابونج، والملوخية، والرطب، والفلفل الأحمر (الشطة)، والبامية"، مشيرة إلى أن كل صنف له طريقة في تجفيفه.

وذكرت أن عملية التجفيف تبدأ عندها الساعة الثامنة صباحًا، وتستمر حتى الخامسة أو السادسة مساءً، إذ تضع أي صنف تريد تجفيفه في الشمس خلال ساعات النهار، ثم تدخلها إلى المنزل حتى لا يصيبها الندى في ساعات الفجر.

وبينت أن أصنافًا معينة من الأوراق العشبية تختلف عن الخضار في ساعات وضعها تحت الشمس، وأصنافًا تجفف في الظل دون تعريضها للشمس مباشرة، حتى لا تسود الورقة الخضراء، مثل الملوخية.

وأشارت إلى أنها في كل عام تجرب تجفيف أصناف جديدة من الخضار، وهي الآن بصدد القيام بتجربة تجفيف الطماطم، وكلها أمل في أن تنجح في هذه التجربة على غرار باقي الخضراوات.

أما الأربعينية فاطمة مصطفى فأوضحت أنها اعتادت منذ زمن اعتماد مبدأ التجفيف لكثير من الأصناف فاكهة أو خضراوات، خاصة في الأصناف البلدية التي يكون لها رائحة ومذاق لا يوجدان في بعض الأصناف التجارية.

وقالت فاطمة لـ"فلسطين": "أحب تجفيف الجرادة التي أزرعها في أرض مجاورة لمنزلي، فرائحة الجرادة البلدية لا يمكن أن أجدها في الأصناف المستوردة من الخارج وتباع في الأسواق".

وأضافت: "كما أجفف الرطب وأحوله إلى عجوة ثم أخزنها لاستخدامها عند إعداد الحلويات مثل الكعك والبسكويت في الأعياد والمناسبات، أو أوزعها على الأقارب في حال كانت كمية التخزين كبيرة".

بكميات محدودة

في السياق ذاته أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني أن حفظ الفواكه والخضراوات أمر معمول به في قطاع غزة منذ سنوات قديمة، وتكون الفواكه والخضار بعد التجفيف مليئة بعناصر غذائية مركزة وطبيعية دون أي تدخل لمواد حافظة صناعية.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن عملية التجفيف في قطاع غزة محدودة وتقتصر على عمل السيدات في المنازل، أو بعض المبادرات الفردية التي يكون لها أهداف بيئية وصحية للحصول على منتجات صحية.

وقال البسيوني: "إن التوجه للتجفيف ليس كبيرًا في قطاع غزة لمحدودية المحاصيل التي تزرع من الخضار والفواكه، التي ليس بها اكتفاء ذاتي أو فائض، لنقوم بعمليات التجفيف".

وأضاف: "هناك بعض الجهود الفردية من السيدات في المنازل، وبعض المشاريع النسوية في قطاع غزة، ولكنها محدودة، ولبعض المحاصيل التي من السهل تجفيفها وتخزينها بعد ذلك".

ولفت البسيوني إلى أنه في السنوات الماضية بدأت عملية تجفيف البلح والرطب ثم تحويله إلى عجوة أو بلح مجفف، خاصة مع الفائض في بعض الأصناف، مثل البلح الحياني، الذي ينتج بكميات كبيرة، فيجفف ويستعمل في بعض الصناعات الثانوية بعد ذلك.

وتابع: "كما يجفف العنب أيضًا، ولكن بنسب محدودة، فلم يصل القطاع إلى اكتفاء ذاتي في الأصناف المحلية"، مستدركًا: "لكن لو أتيحت الفرصة لزيادة مساحة الزراعة ببعض المحاصيل؛ فستتوسع ظاهرة التجفيف توسعًا ملحوظًا بعد ذلك".