فلسطين أون لاين

​"مكبر الصوت" .. وسيلة الجريح حمدان في إزعاج قناصة الاحتلال

...
صورة أرشيفية
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

لم تمنع الإصابة التي تعرضت لها أحمد حمدان، قبل ثلاثة شهور في قدمه، وأدت إلى تمزيق عدد من الأربطة والأنسجة بها، من مشاركته في الجمعة الـ 65 لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.

ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق جمعة "بوحدتنا تسقط المؤامرة"، أمس، كان حمدان (22 عاماً) كغيره من المشاركين في مخيم العودة شرق خان يونس، يهتفون لحق العودة، قرب الخط الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948.

ورغم ضعف حركته، وحاجته إلى الراحة والعلاج المتواصل، يتنقل حمدان بكل نشاط في أرجاء مخيم العودة، دون أن يخشى جنود القناصة الذين يتمركزون على تلة كبيرة داخل السياج الفاصل، رغم أنهم هم من أطلقوا النار على قدمه وتسببوا له بآلام كثيرة.

ويقول حمدان لصحيفة "فلسطين": تعرضت للإصابة في هذا المكان قبل 3 شهور، وعلى إثرها دخلت المستشفى، وأجريت عدد من العمليات الجراحية لقدمي، ومكثت أكثر من شهر متنقلا بين العيادات والأطباء.

ويضيف: لم أستسلم للإصابة التي مزقت جزء كبير من قدمي، فبعد شعوري ببعض التحسن، والبدء بالمشي بمساعدة (العكازين)، عدت للذهاب إلى مخيم العودة في خزاعة للمشاركة في مسيرات العودة.

ويتابع: في أول مرة أقدم بها إلى مخيم بعد الإصابة، حظيت بترحاب كبير من الكثير من الشباب الذين يعرفونني وأعرفهم، لافتا إلى أنه بدأ بالمشاركة في مسيرات العودة من اليوم الأول نهاية آذار/ مارس من العام الماضي، وكان دائماً في الخطوط الأولى.

ويوضح أن حالة الاستقبال الذي حظي بها من المتظاهرين السلميين، أعطته دفعة معنوية للاستمرار في المشاركة في مسيرات العودة، رغم إصابته.

وقبل الإصابة كان حمدان أحد أبرز الفاعلين في "وحدة الكوشوك"، إذ كان معروفاً بين المتظاهرين، وجمعه لإطارات السيارات، وإشعالها قرب السياج الفاصل مع بدء التظاهرات؛ لحماية المشاركين من قناصة الاحتلال.

وبعد إصابته بقدمه، يقول حمدان: "لم تعد لدي القدرة على جمع الإطارات أو قذف الحجارة تجاه الجيبات العسكرية لجيش الاحتلال أو على تلال القناصة داخل السياج الفاصل، بل أصبح لدي وسيلة أخرى لإزعاج الاحتلال، وهي سماعة كبيرة أوجها نحو الجنود".

ويمضي بالقول: "بعد الإصابة اشتريت سماعة صوت كبيرة مع مايك، ومع كل جمعة أقوم بنصبها صوب تلة القناصة بالتحديد، وأقوم بتحميل الكثير من الأناشيد الوطنية، وخاصة الناطقة باللغة العبرية، وأعمل على استفزاز الجنود من خلال هذه الوسيلة السلمية".

ويرى الجريح حمدان أن سماعة الصوت والأناشيد الثورية التي يتم إطلاقها من خلالها لا تقل أهمية عن الوسائل الأخرى التي يتم استخدامها ضد جنود الاحتلال طيلة أيام مسيرات العودة، فمن خلالها يتم إيصال رسائل تحدِ للاحتلال وجنوده.

ويوضح أن وسيلته الجديدة لاقت ترحيب الكثير من المتظاهرين وكذلك من قبل المسعفين والمتطوعين في العمل الصحي، والصحفيين، حيث باتوا ينتظرون قدومي كل جمعة، ليسمعوا ما سأقدمه من خلال السماعة، إضافة إلى شتم جنود الاحتلال من خلال الميكروفون.

وانطلقت مسيرات العودة في 30 مارس 2018، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، على طول السياح الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.

وابتدع الشباب الثائر في مسيرات العودة أدوات سلمية للتعبير عن مقاومتهم للاحتلال ورفضهم لحصار غزة، كوحدة "الكوشوك" و"وحدة قص السلك" و"حدة البلالين" وغيرهما من الوسائل السلمية.