فلسطين أون لاين

​مطلب إزالة السجاد من مصلى الرحمة.. هيمنة إسرائيلية لفرض واقع جديد

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

لم ينسَ الاحتلال الإسرائيلي هزيمته في هبة باب الرحمة التي أعاد المقدسيون من خلالها الحياة إلى المصلى الذي بقي مغلقًا لسنوات، محاولا الآن إعادة السيطرة عليه وفرض واقع جديد مرة أخرى بإخراجه من سيطرة الأوقاف الإسلامية.

شرطة الاحتلال أبلغت أخيرا لجنة الإعمار في الأقصى بضرورة إزالة جميع المظلات التي تخفف عن المصلين أشعة الشمس، التي وضعتها اللجنة خلال شهر رمضان في ساحة قبة الصخرة، وقررت كذلك منع إدخال أي مواد للجنة الإعمار إلا بشرط إزالة السجاد من المصلى.

كان آلاف المقدسيين تمكنوا في 22 فبراير/ شباط من الدخول إلى مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه للمرة الأولى منذ عام 2003، وذلك في أعقاب إزالتهم السلاسل الحديدية عن بواباته.

طلب مرفوض

خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أكد رفضهم طلب سلطات الاحتلال بالقدس المحتلة إزالة سجاد مصلى باب الرحمة.

وقال صبري لصحيفة "فلسطين": "لا دخل للسلطات الإسرائيلية المحتلة في شؤون المسجد الأقصى، وإن مبنى باب الرحمة جزء من المسجد، وقرار إزالة السجاد بيد المسلمين والقائمين على المسجد، وليس من اختصاص الاحتلال"، مشيرًا إلى أنهم لن يسمحوا للاحتلال بالتدخل في شؤون الأقصى.

وأضاف أن مهمة شرطة الاحتلال أمنية، وموضوع السجاد ليس له علاقة بهذا الجانب، وأن المصلى المرواني سيبقى مفتوحا ولن يُغلق، وسيبقى تابعا لإدارة الأقصى ولن يتم الالتفات لأي إجراء إسرائيلي.

ولفت إلى أن الاحتلال يهدف من خلال هذا المطلب لفرض الهيمنة على الأقصى لتثبيت وفرض واقع جديد، ما قد يؤدي إلى اندلاع هبة مقدسية جديدة قائلا: "إن كل شيء محتمل ولكل حادثة حديث".

تدخل ومقايضة

من جانبه عدّ الباحث في شؤون القدس د. جمال عمرو أن طلب الاحتلال إزالة السجاد من مصلى باب الرحمة تدخل سافر ومقايضة كأنها تبادل سلع له أبعاد دينية خطيرة.

وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يحاول إشغال الفلسطينيين والمقدسيين بمصيبة جديدة مستغلا وضع الأوقاف الأردنية الصعب بعد تفكيك الاحتلال الوجود الإسلامي المكثف في باحات المسجد الأقصى، بدءًا من حظر الحركة الإسلامية ووقف تسيير حافلات شد الرحال منالداخل المحتل للأقصى وما تبعه من ملاحقة المرابطين بهدف إحكام فرض سيطرته على الأقصى".

ولفت عمرو إلى أن الأوقاف الإسلامية ستزيل المظلات التي تقي المصلين من حر الصيف بعد انتهاء موجة الحر، لكن إزالة السجاد تعني الاستسلام لرواية الاحتلال التلمودية بأن قاعات باب الرحمة ليست جزءًا من المسجد الأقصى، وهذا يعني أن اليهود فرضوا تفسيرهم أنه ليس جزءًا من الأقصى كباقي المصليات.

ويعتقد أن الأوقاف لن تستطيع إرضاء الاحتلال بتنفيذ طلبه، ولكنها في الوقت نفسه لا تملك المقدرة على الرفض المتواصل، ما سيخلق أزمة ويفتح "باب جحيم" في الأقصى، لافتًا إلى أن الاحتلال سيعطل في الوقت نفسه عملية الإعمار وبالتالي سيؤدي لتدخل جهات دولية نظرًا لوجود حاجة لإعمار الأقصى وإدخال مواد خام.

ويربط عمرو بين مطلب الاحتلال ومؤتمر البحرين قائلاً: إن الاحتلال يحاول انتهاز فرصة المؤتمر وما حصل عليه من نفس جديد من العرب أنفسهم هذه المرة، في محاولة للتآمر على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها، ليبدأ بفرض إجراءات جديدة تستهدف المسجد الأقصى.