فلسطين أون لاين

​إذا تزوجت في بيت الأسرة ووقعت "بين نارين".. إليك الحل

...
لو تمكن الشاب من توفير منزل مستقل سيكون ذلك أفضل له
غزة/ نبيل سنونو:

قد يضطر الشباب المتزوجون إلى اللجوء للسكن في بيت العائلة إذا ما ضاقت بهم الأوضاع الاقتصادية، أو إذا لم يكن لديهم بيوت خاصة بهم أصلاً، لكن هل دائمًا يمر هذا القرار مرور الكرام؟

يُرجح خبراء علم نفس والاجتماع أنّ الإجابة عن هذا السؤال هي "لا"؛ معلّلين ذلك بتفاعلات العلاقات والواجبات داخل العائلة الممتدة، وفي الوقت نفسه لا يقطعون أمل تحقق الوفاق.

يقول أستاذ الصحة النفسية د. رمضان قديح: الإنسان بطبعه يميل للاستقلالية من الناحية الاجتماعية لاسيما إذا كان متزوجًا ولديه أسرة، لكن الظروف الاقتصادية ربما تدفع بعض الأسر إلى تخصيص غرفة في المنزل لابنها المتزوج.

وإذا كان الابن وحيدًا –يضيف قديح لصحيفة "فلسطين"– فإن ذلك أيسر مما إذا كان لديه إخوة ربما يتزوجون في منزل العائلة ذاتها، واصفًا ذلك بأنه "مشكلة كبيرة"؛ لأن الشاب يريد أن يستقل حتى عن أهله فيصاب بحالة صعبة في حال تشارك السكن مع إخوته المتزوجين، وخصوصًا إذا كان غير قادر على إعالة زوجته.

ومن المتوقع أن ينشغل بال الزوج الذي يسكن في منزل عائلته بمواقف وقصص يومية؛ ومنها أنه سيتعين على زوجته القيام بواجبات منزلية لا تتعلق بشؤونها وزوجها، وإنما تخص العائلة كلها، وهنا يقع الأخير بين نارين إثر شكواها من العناء الذي تتكبده في سبيل خدمة الجميع، ورغبتها في أن تكون مستقلة؛ وفق قديح.

ويفسر: إذا لم يضمن الزوج نوعًا من الاتزان بين حاجات زوجته وحاجات أسرته وفق فهم اقتصادي واجتماعي فستنشأ غالبًا مشكلات، وإما أن يخسر زوجته أو عائلته.

ويلفت الخبير النفسي إلى أنه كلما زاد تركيب العائلة كلما زادت مشاكلها، والعكس صحيح.

ويتابع: إذا كان للابن المتزوج إخوة وأخوات يزداد الأمر صعوبة؛ لأن الأم أحيانًا لا تتحمل حتى بناتها خاصة فيما يتعلق بالخدمات المنزلية وتوزيع الأدوار، فما بالنا عندما تكون زوجة الابن عروس في بداية حياتها الزوجية، وليس مطلوبًا منها إنجاز أعمال منزلية كثيرة؟

ويعتقد قديح أنه عندما تكون زوجة الابن من الأقارب ربما يُسهل ذلك مهمة الوفاق، أما لو كانت غربية فمن شأن ذلك زيادة احتمال نشوب المشكلات، وحينئذ لا يستطيع الزوج توفير الحماية لزوجته ويدفع الثمن، فهو إما أن يُغضِب زوجته أو والدته.

وبحسب خبير علم النفس: المجتمع دائمًا يحبذ رضى الأهل على حساب الزوجة.

وينصح قديح الشباب بالسعي ما استطاعوا سبيلا إلى توفير سكن وإمكانات مادية قبل الزواج حتى لا يكونوا في حاجة للسكن مع الأهل، لكن إذا كان لا مفر من ذلك فإنه ينبغي على الجهات المختصة تقديم المزيد من الدعم النفسي والمعنوي والمجتمعي للشباب إلى جانب المادي من خلال توفير فرص عمل.

التصرفات والتفاعلات

ويتفق أستاذ الصحة النفسية د. جميل الطهراوي مع القول: لو تمكن الشاب من توفير منزل مستقل سيكون ذلك أفضل له.

لكن الطهراوي يضيف لصحيفة "فلسطين": نحن نرى الظروف والقدرات المادية والحصار وأحيانًا يضطر الناس إلى المشاركة في السكن، ما يعني أنه سيكون لتصرفات الزوج وزوجته وتفاعلاتهما تأثير على الآخرين.

ووفق الطهراوي، يوجب ذلك على الزوج الاتفاق مع زوجته على مراعاة نفسية الآخرين وهذا نوع من الذكاء الاجتماعي.

ويضيف أن ذلك يفرض نفسه أيضًا على التصرفات وطريقة التعامل، وليس من الحكمة انتظار نشوء علاقات سلبية لاستخلاص العبر منها، بل لا بد من فهم وتخيُّل كيف ستكون هذه الحياة مع العائلة؟

وفي الوقت نفسه يقول: من الممكن أن يكون الشاب المتزوج في بيت عائلته "بين نارين" أو ألا يكون كذلك، لكن متوقع من طبيعة الحياة المشتركة أن يكون هناك نوع من عدم التفاهم أو مواقف معينة تضع الزوج في موقف محرج بين طرفين وهذا ليس تهمة؛ إذ إنه أحيانًا ينشب صراع بين الإنسان ونفسه.

ويتمم الطهراوي بأن الزوج يحتاج إلى حلول عقلية ووسطية في العلاقة بين أهله وزوجته، وأن يكون حسن المشاورة والحديث مع الكبار، وواعيًا لطبيعة العلاقات وتفاعلاتها.