فلسطين أون لاين

الغرباوي: وقف الاعتصام مرهون بتنفيذ "أونروا" الاتفاق الموقع معها

​أصحاب المنازل المدمّرة مستمرون في الاعتصام حتى إنهاء معاناتهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

تأمل يافا نصير، أن ينتهي اعتصامها المفتوح أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، شمال قطاع غزة، برفقة عدد من أصحاب المنازل التي دمرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، بعد توقيع ممثلين عن المعتصمين واللجان الشعبية، و"أونروا" الأحد الماضي اتفاقًا ينهي معاناتهم.

واضطرت نصير، وأسرتها المكونة من ستة أفراد، للاعتصام منذ 81 يومًا، بعد أن طردت من منزلها المستأجر لعدم قدرتها على تسديد أجرة المنزل، ولمطالبة "أونروا" بصرف بدل الإيجار المتوقفة منذ عام، وإعادة إعمار وتأهيل منازلها المدمرة.

وتواصل نحو 70 عائلة، بينهم نساء وأطفال وكبار السن، منذ منصف أبريل/ نيسان الماضي، اعتصامها المفتوح أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية بوكالة الغوث، للمطالبة بصرف بدل الإيجار المتوقفة منذ عام، وإعادة إعمار وتأهيل منازلهم المدمرة.

تراكم الديون

وتقول نصير: إن تراكم الديون على أسرتها لصاحب المنزل المستأجر وعدم قدرتها على سداد ما تراكم عليها من ديون دفعهم إلى الاعتصام في مقر "أونروا" لحين إنهاء معاناتهم.

وتضيف: "إنها تمضي أيامًا صعبة جراء اعتصامهم في مقر أونروا لعدم تهيئته المكان للسكن، وعدم مقدرة الأهالي على توفير احتياجاتهم"، مؤكدة أن الأهالي بحاجة ماسة وعاجلة لصرف بدل الإيجار المتوقف منذ عام، وإعادة إعمار وتأهيل منازلهم المدمرة.

وتشير بحزن إلى أن أحد البنوك العاملة في القطاع لا يزال يخصم جزءًا من راتب زوجها كثمن شقتها المدمرة في أبراج الندى أقصى شمال القطاع، دون مراعاة وضعهم الاقتصادي السيئ، ما زاد من معاناتهم وجعلهم غير قادرين على سداد أجرة المنزل المستأجر وتوفير احتياجات أبنائهم.

وتمكن عدد من أصحاب المنازل المدمرة، مؤخرًا، من نقل أثاث منازلهم إلى مقر كالة الغوث في منطقة الصفطاوي، شمال القطاع، بعد طردهم إلى الشارع وعدم مقدرتهم على سداد ما تراكم عليهم من ديون كأجرة لمالك المنزل.

اعتصام سلمي

ضيق الحال وعدم توفر عمل وتوقف "أونروا" عن دفع بدل الإيجار لأصحاب المنازل المدمرة، دفع أسماء أبو نحل كما تقول، وأسرتها إلى الاعتصام في مقر الوكالة.

وتضيف أبو نحل لصحيفة "فلسطين": "إن صاحب المنزل المستأجر ولتراكم الديون علينا طردنا، وحجز على أثاثنا، لحين سداد ما تراكم علينا من ديون تقدر بنحو 4 آلاف شيقل".

وتشير إلى أن أصحاب المنازل المدمرة نظموا سلسلة اعتصامات وخطوات احتجاجية للمطالبة باستئناف صرف بدل الإيجار لكن دون جدوى، ما دفعهم إلى الاعتصام المفتوح أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية بوكالة الغوث الدولية.

وتؤكد أبو نحل، أن اعتصام الأهالي سلمي ولم يتعرضوا لأحد ولم يعبثوا بمقر الوكالة، مضيفة: "سنخرج من المكان في حال استجابت الوكالة لمطالبنا وأعادت صرف بدل الإيجار لنا"، مناشدة كافة المعنيين بالوقوف إلى جانبهم والضغط على إدارة "أونروا" للاستجابة لمطالبهم.

بنود الاتفاق

من جهته يقول المتحدث باسم المعتصمين محمد الغرباوي: "إن اعتصام أصحاب المنازل المدمرة سينتهى بتنفيذ "أونروا" تفاهمات وقعت بين ممثلي المعتصمين وإدارة الوكالة الأحد الماضي.

ويضيف الغرباوي لصحيفة "فلسطين": "أن الاتفاق الموقع ينص على اعتراف الأونروا بالحق في بدل الايجار المستحق لأصحاب المنازل المدمرة حتى إعمار منازلهم، ودفع الأموال المستحقة في حين توفرت الميزانية الخاصة بصندوق الطوارئ".

وينص الاتفاق وفق الغرباوي، على توفير فرص عمل لمدة ستة أشهر لكل عائلة متضررة بعد دراسة وضعها من قبل لجنة مشكلة من الوكالة، مشيرًا إلى أن اللجنة ستنسق مباشرة مع مدير عمليات وكالة الغوث ماتياس شمالي، وممثلين عن المعتصمين واللجان الشعبية.

ويؤكد أن اللجنة المكلفة ستعمل على حل المشاكل القانونية والذمم المالية لبعض العائلات المتضررة من عدم دفع الايجار، مشيرًا إلى أن الأهالي لهم الحق في الاعتصام للمطالبة بنيل حقوقهم في دفع بدل الإيجار.

وعلى مدار الأعوام الماضية، كانت "أونروا" تدفع بدل إيجارات لصالح آلاف الأسر الغزية، إلا أنها توقفت قبل 12 شهرًا بذريعة الأزمة المالية، الأمر الذي وضع العائلات المدمرة منازلها كليًا ولم تتم إعادة إعمارها أمام موقف صعب.

ودمّر جيش الاحتلال خلال عدوان 2014 أكثر من 2350 منزلًا كليًا، و13644 منزلًا جزئيًا، بحسب إحصاءات رسمية.