فلسطين أون لاين

​يا معشر النساء.. استوصين بالرجال خيرًا

...
منار محمد صبحين


ليس غريبًا أن يأتي وقت نهمس فيه فيآذان النساء تذكيراً أن استوصين بالرجال خيراً، مع حفظ كامل حقوقكن في وصاية الرسول لهم إذ كُنْتُنَّ ممن خصَّهن في خطبة الوداع وحَرَّج على ذاك الحق فقال فيحديث أبو هريرة :"استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء".

وقد كانت نصيحة الرازي للرجل أن يجعل له ناقدا مستشارا لما يصدر عنه من أفعال ورَدّات فعْل حتى يُقيم المعْوج ويُؤكد على المستقيم فقال "وينبغي أن يستخبر ويتحسس ما يقول فيه جيرانه ومعاملوه وإخوانه وبماذا يمدحونه وبماذا يعيبونه، فإن الرجل إذا سلك في هذا المعنى هذا المسلك لم يكد يخفى عليه شيء من عيوبه وإن قلّ وخفى"([1])

وسبق ذلك ما كان من حديث أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "المؤمِنُ مرآةُ المؤمِنِ، والمؤمِنُ أخو المؤمن: يكُفُّ عليه ضَيْعَتَه، ويَحُوطُه مِن وَرائه"، ونستحضر ما نُقل من قول الخطاب عمر رضى الله عنه "رحم الله من أهدى إلى عيوني".

فلا ضير أن نهدي عيوب بعضنا ليستقيم الحال ويستمر الود بين النساء والرجال خاصة في أيامنا هذه التي ضاق فيها الحال، واحتمل الرجال أحمال الجبال، فهو المعيل لأهله والراعي لرعيته المطالب بالإطعام والكسوة والرعاية والتعليم والتطبيب وغيرها في ظل ضيق الحال الذي زاد ويزيد على كافة شرائح المجتمع من مختلف الفئات متعلميهم وبسطائهم موظفيهم وأرزقيتهم كل ذلك كان عقابًا جماعيًا، أتحدث عما يجري في غزة، والأسباب معروفة، كذلك تلك الضائقة تشمل كل فلسطين بلا استثناء بل العالم بأسره فأصبح الرجل بين مطرقة ضيق الحال وسندان من هي إلى جواره فلا صبرًا ولا رفقًا بحاله، تغريها مغريات الحياة حولها فمظهرها أولوية، ومزاجها أولوية، وكمالياتها أولوية في ظل انتشار استخدام (مواقع التواصل) حيث التهافت لمجاراة ما يتم عرضه خلالها زاد واتسعت الهُوّة بين المرأة الودود وبين رجلها فأصبح بنظرها _ رجلاً نكداً _ فزادت الخلافات وانتشرت حالات الطلاق، وتشاحن الإخوة والأخوات، والبنين والبنات فغاب السكن وانزاحت الرحمة والود الذى كان والذى أخبر عنه الحنَّان المنان حين قال (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).

فأنت أيتها الودود عودي لطيب ما وُصفت به، واجمعي ما تفرق لتستقيم الحياة بالصبر والود، أما سمعت قوله حينما أتاه رجل أراد الزواج من ذات الجمال والمال وكانت عقيم كرر رفض طلبه ثلاثاً وقال له "تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فبالود يستمر الحب ويبقى القرب، وتتجاوز الصعاب ويستريح القلب، ومن اهتدى بأمر الربفاز ما خاب".