فلسطين أون لاين

الطاقة البديلة.. صديق للبيئة وبديل للكهرباء

...
غزة- مريم الشوبكي:


يتجه العالم بقوة إلى الطاقة الشمسية أو البديلة كبديل عن الكهرباء، باعتبارها طاقة دائمة ومتجددة وصديقة للبيئة بلا عوادم أو ضوضاء، كما أن تكلفتها التشغيلية مقارنة بمصادر الكهرباء الأخرى أقل إلى حد النصف، ويمكن أن يصل بالشخص للاستغناء عن اشتراك الكهرباء بتاتًا.

ويُقبل أصحاب بيوت ومصانع ومحال تجارية على تركيب نظام الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء في أوقات انقطاعها، وبديلًا عن الاشتراك الشهري بمولد كهربائي.

وتؤكد شيماء مريش أن حياتها تغيرت منذ أن ركبت لوحات الطاقة الشمسية، حيث نسيت معاناة الكهرباء وانقطاعها الذي فاق 12 ساعة، حيث إن حياتها انتظمت، فلا أعمال منزلية تؤجل أو طعام يفسد.

تقول مريش لـ"فلسطين": "الحياة بلا كهرباء لا تطاق لا سيما في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة والحرمان من تشغيل المراوح، وكذلك فساد الأكل في الثلاجة من لحوم وخضار وفواكه".

وتضيف: "التفكير بالطاقة البديلة أخذ وقتًا طويلًا وعارضته في البداية بسبب أزمة الرواتب، ولكن في النهاية زوجي أصر على الأمر وتعاقد مع شركة تركبها بالتقسيط، وتكلفتها الإجمالية 1200 دولار، وعند مقارنتها بالمولد الكهربائي وجدنا أنها أوفر ماديًّا بنسبة تصل 50% تقريبًا".

أما ناهد اللوح فتشير إلى أنها لجأت إلى الطاقة الشمسية في أثناء اشتداد أزمة الكهرباء ووصلها أربع ساعات مقابل 16 ساعة قطع، واللجوء نحو الاشتراك الشهري في مولد كهربائي يتبع شركة في الحي الذي تسكنه.

وتبين اللوح لـ"فلسطين" أن انقطاع الكهرباء سبب أزمة نفسية لها وتعطلت الأعمال المنزلية من جهة، وتأثيره في الدراسة لأبنائها لا سيما مدة الامتحانات، حيث اضطرت إلى شراء بطارية "انفيرتر" لتشغيل الأنوار عليها، ولكن ما لبثت 6 أشهر حتى تعطلت وكلفتها 1000 شيكل.

ولفتت إلى أن البعض يرى أن ألواح الطاقة الشمسية سعرها مرتفع، ولكن مقارنة باستدامتها لمدة طويلة وتغيير البطارية فقط سيجدون أنها لم تكلفهم كثيرًا مقارنة بالراحة التي حققتها لهم.

وتذكر أنها تستخدم الطاقة الشمسية للإنارة، وفي أحيان لتشغيل المراوح، والغسالة، والثلاجة لا سيما في أوقات الحر الشديد، مع اهتمامها بتوزيع الأحمال عليها لا سيما في النهار مع وجود الشمس، وفي الليل تخفف من الأحمال حتي تحافظ على العمر الافتراضي للبطارية لأطول وقت ممكن.

موفرة ودائمة

من جهته، بين الأكاديمي والمختص في أنظمة الطاقة الشمسية م. محمود المدني، أن الإقبال ضعيف على أنظمة الطاقة البديلة هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة التي شهدت إقبالًا لافتًا عليها.

ويرجع المدني لـ"فلسطين" سبب التراجع إلى التحسن الملحوظ الذي طرأ على عدد ساعات وصل التيار الكهربائي، والوضع الاقتصادي الصعب بعد أزمة اقتطاع الرواتب، لافتًا إلى أن أسعار نظام الطاقة الشمسية انخفضت عن العام الماضي ورغم ذلك لم تشهد إقبالًا.

ولفت إلى أن أصحاب المصانع والمحلات التجارية، وأصحاب المنازل من ذوي الدخل العالي هم أكثر الفئات إقبالًا على نظام الطاقة البديلة، ومتوسط أسعارها 2500 دولار، وأقلها 1200 دولار بأحمال مخففة.

وذكر أن الفئة التي تقبل حاليًا على الطاقة الشمسية هم موظفو الوكالة بنسبة لا تتجاوز 15%.

ونبَّه إلى أن الطاقة الشمسية يمكن أن تكون مشروعًا استثماريًّا، حيث يقوم شخص بوضع لوحات في مساحة واسعة في قطعة أرض، وبيع الطاقة الناتجة لشركة الكهرباء، وهذا مطبق في دول العالم ولكن في غزة غير مطبق بعد.

ووفقًا لدراسات أجراها وشارك فيها المدني، فإن الطاقة الشمسية توفر 50% من التكلفة التشغيلية للمولد، في حال كان تركيز الأحمال في النهار، وتخفيفها في الليل.

ويردف المدني: "البطاريات نوعان، جل العادية سعرها 1000 شيكل تقريبًا قدرتها 12 فولتًا، 200 أمبير عمرها الافتراضي من سنة لسنتين، وهناك نوع ثانٍ سعره يصل 1450 شيكلًا وعمرها من سنتين إلى أربع سنوات وفق سياسة الاستخدام السليم للبطارية".

وينصح باستخدام نظام الطاقة الشمسية لأنها صديقة للبيئة، ولا تحدث ضوضاء كالمولد الكهربائي، وموفرة، وفيها ديمومة وفي المستقبل سيصبح الاعتماد عليها بشكل كامل.