ثلاثة مستوطنون متطرفون، السفير الأمريكي لدى الكيان الغاصب لفلسطين ديفيد فريدمان كان كبير الحرس في مستوطنة (بيت إيل) في الضفة الغربية المحتلة، ومستشار الرئيس الأمريكي ترامب صهره عرّاب الصفقة كوشنير له أملاك في إحدى المستوطنات أيضًا في الضفة الغربية، وهو من سكانها، وغرينبلات من زمرة ترامب ومن كبار موظفي البيت الأبيض كذلك مستوطن متطرف جدًّا، ومن دعاة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ثلاثتهم بالتعاون مع مجلس المستوطنات في فلسطين المحتلة أعدوا وصاغوا مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى صفقة القرن، ويعملون الآن على تنفيذها على الأرض، بخدعة اقتصادية سوف تؤول في النهاية جميع مخرجاتها ومكتسباتها وإنتاجها للمستوطنات والمستوطنين، لأن الاحتلال اغتصب حتى الآن أكثر من ثلثي مساحة الضفة الغربية لمصلحة الاستيطان، وزرع فيها أكثر من خمسمائة مستوطنة يسكنها قرابة مليون مستوطن، ويستولي على أراض ومساحات جديدة، ويبني مستوطنات جديدة، ويوسع المستوطنات القائمة لاستيعاب مليون مستوطن جديد، ليرتفع عدد المستوطنين إلى مليوني مستوطن في الضفة الغربية المحتلة، سوف يزاحمون المواطنين الفلسطينيين على كل موطئ قدم من الأرض، وعلى كل رشفة ماء مما تبقى من المياه للفلسطينيين، وعلى الأوكسجين في فضاء الضفة المحتلة، وسوف يتوسعون ويزحفون شبرًا شبرًا لإزاحة المواطنين الفلسطينيين مترًا مترًا، والحلول مكانهم، لأن الهدف الرئيس للاحتلال الصهيوني الاستيلاء على الأرض وتفريغها من سكانها باستخدام كل الطرق والوسائل الممكنة.
الأراضي الفلسطينية المحتلة التي اغتصبها الاحتلال الصهيوني لمصلحة الاستيطان والمستوطنين، وتلك التي يخطط للاستيلاء عليها لتنفيذ خططه وبرامجه الاستيطانية، والأراضي التي يعدها ضرورة إستراتيجية لأمن كيانه الغاصب مثل الأغوار الفلسطينية، ولن يتخلى عنها ضمن أي تسوية مفترضة، كل هذه الخطط تجعل مساحة الضفة الغربية كلها خاضعة لسيطرة الاحتلال واحتياجاته الأمنية والإستراتيجية، وعليه، وضع مجلس المستوطنات بالتعاون مع المستوطنين الثلاثة المذكورين الذين يحملون الجنسية الأمريكية مؤامرتهم التصفوية للقضية الفلسطينية، التي لا تتضمن ولا تشير إلى اي شيء يشير إلى الأراضي الفلسطينية ولا الاحتلال الصهيوني، اللهم إلا تحسين معيشة الفلسطينيين الذين يعدون وجودهم مؤقتًا في فلسطين، ما جعل الإدارة الامريكية تردد نغمة جديدة بالتوازي مع صفقة القرن، وهي أن الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية غير وارد، ووصلت الوقاحة بهم إلى أكثر من ذلك وهم يطالبون باستسلام الشعب الفلسطيني، الذي يعني -لو حصل (لا سمح الله)- أن هذا الشعب الصامد المرابط المناضل المقاوم القابض على الأرض والحق والصبر سوف يتحول إلى مجموعات من العبيد، يلقي بها الاحتلال أينما يريد، حافية عارية مجردة من حقوقها كافة، لكونها استسلمت وتنازلت عن كل شيء.
لكن الشعب الفلسطيني يواجه المؤامرات والخطط والبرامج والنوايا الصهيو-أمريكية، بمزيد من الصمود والتحدي والتصدي والثبات والتشبث بالأرض والتمسك بالحقوق، والإصرار على النصر وتحقيق الأهداف الوطنية وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الدستور الأردنية