فلسطين أون لاين

​"مؤتمر البحرين".. على خطى عشرات مشاريع التوطين الموصومة بالفشل

...
صورة أرشيفية
غزة/ طلال النبيه:

هويدي: الحريصون على اللاجئين عليهم تحقيق العيش الكريم لهم حتى عودتهم

القاسم: لن يرضخ اللاجئون لأي مشروع ينسيهم حق العودة إلى ديارهم

عشرات المشاريع الدولية والعربية والإسرائيلية، هدفت في مئات الصفحات التي خطت عليها بنودها، إلى ترسيخ فكرة توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول اللجوء، وتشتيتهم خارج بلادهم، لكن تلك المشاريع وُصمت بالفشل، أمام صمود اللاجئ الفلسطيني وفشل تدجينه، وعدم نسيانه حقه بالعودة.

على مدار 71 عامًا، تعددت تلك المشاريع، بدءًا من المشروع الذي أطلقه مستشار وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ماك غي، عام 1949م، ومرورًا بمشروع الدبلوماسي الكندي مارك بيرون عام 1993م، وليس انتهاءً بالخطة الأمريكية "صفقة القرن".

لكن لماذا كتب لجميعها الفشل؟، الجواب واضحًا كان من اللاجئين الفلسطينيين الممتدين في 58 مخيمًا للجوء، في مناطق عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخمسة، بالرفض القاطع لفكرة التوطين، أو مناقشتها، ليكونوا هم السد المنيع الأول أمام هذه المشاريع.

المدير العام لـ"الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان، علي هويدي، أوضح أن فكرة التوطين تهدف لتذويب اللاجئين الفلسطينيين، ونسيان حق العودة، مؤكدًا أن أي مشروع يحمله "مؤتمر البحرين" لا يحقق حق العودة للاجئين سيكون مصيره الفشل.

وقال هويدي في حديثه لـصحيفة "فلسطين": "لا يعول على مخرجات مؤتمر المنامة لا من قريب ولا من بعيد، واللاجئون في كل أماكن وجودهم كما القوى السياسية الفلسطينية رفضوا هذا المؤتمر مثلما رفضوا المشاريع السابقة"، لافتًا إلى أن الإجماع الفلسطيني أساس مواجهة "التوطين" ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

"رشوة إنسانية"

وأضاف: "إن حق العودة ثابت لكل اللاجئين، والتوطين لهم لن يحصل، حتى لو شاركت كل الدول العربية في "مؤتمر البحرين"، فسيكون لها مأزق سياسي في فلسطين وبلادها، إن قامت بذلك".

وأكد أن المطلوب توحيد الرؤية السياسية الفلسطينية للحد من الوصول إلى مرحلة التوطين، ومواجهتها، مشيرًا إلى أن استهداف الإدارة الأمريكية "أونروا" شجع على التمادي في استهداف حقوق اللاجئين وقضيتهم العادلة.

وتابع: "هناك فرصة ذهبية وجوهرية للكل الفلسطيني بدعم الموقف الفلسطيني الموحد برفض "صفقة القرن" و"مؤتمر البحرين"، لتكون مرحلة بناء لرؤية موحدة لكل الملفات الفلسطينية لمواجهة مشاريع الاستيطان وتهويد القدس، واستثمارها في رفعة الموقف الفلسطيني".

ودعا هويدي الحريصين على قضية اللاجئين، لتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم، المتفق عليها في الأمم المتحدة، بتقديم خدمات صحية ومعيشية وتربوية وإغاثية لهم من طريق "أونروا" تطبيقًا للقرارات الدولية، مؤكدًا أن قضية اللاجئين مرتبطة إنسانيًّا بقضية سياسية.

وعد الدول العربية التي شاركت في مؤتمر البحرين "معاديةً للقضية الفلسطينية، ومشاركتها لا تخدم القضية الفلسطينية، خاصة حق العودة الذي يمثل جوهر الصراع"، واصفًا ما طرح في المؤتمر بـ"الرشوة الإنسانية".

مواجهة التوطين ميدانيًّا

وعن الآليات الميدانية لمواجهة مشاريع التوطين في حال بدء تطبيقها، أوضح رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أنيس قاسم، أن المطلوب تفعيل اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين بقوة ميدانيًّا.

وأكد قاسم في حديثه لـصحيفة "فلسطين" أن أحد أهم وسائل مواجهة مشاريع التوطين إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بقيادة جديدة، والخروج من نفق "أوسلو"، وصولًا إلى الوحدة الوطنية.

وقال: "دون الخروج من أوسلو لا نستطيع الخروج من هذه المواجهة بنتائج مجدية"، لافتًا إلى أن اللاجئين يرفضون التوطين ومشاريعه.

وأضاف: "لن يرضخ اللاجئون للمشاريع التصفوية، مهما كانت، وتشكيل لجان ميدانية للدفاع عن حقوقهم سيحميهم من التضحية بحق عودتهم، وسيمكّنهم من إحباط أي محاولة للتفريط به"، داعيًا إلى تفعيل المؤتمر الشعبي تفعيلًا حقيقيًّا، وصولًا إلى مخرجاته التي وضعتها أهدافه.