في الوقت الذي أطلق فيه نُشطاء كويتيون أول من أمس, حملة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملت وسم "لا يضرهم من خذلهم" نصرة للقضية الفلسطينية، يخرج إعلامي سعودي يُدعى فهد الشمري ليشتم الشعب الفلسطيني ويقلل من أهمية المسجد الأقصى.
وجاءت حملة النشطاء في الكويت بعد موجة تطبيع كبيرة شهدتها بعض الدول العربية في علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، والمؤامرات التي تحاك ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ولاقت هذه الحملة تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث افتتح الصحفي القطري جابر الحرمي الوسم بتغريدة ذكر فيها حديث النبي المقتبس منه الوسم "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وأضاف في تغريدة أخرى "إذا كان عصر الجاهلية شهد ولادة "أبو رغال" واحد .. فإن عصر القرن 21 شهد ولادة "أبو رغال" كُثر .. وإذا كان الأول أرشد خصوم العرب.. فإن الحاليين يُرشدون ويدفعون الأموال لعدو الأمة لسرقة #القدس .. لكن #القدس وأهلها ستظل عصية على مؤامراتهم .. #لا_يضرهم_من_خذلهم".
فيما كتبت الناشطة سارة تغريدة قالت فيها: "لن يجرؤ أحدهم على مسح التاريخ من ذاكرة شعب بأكمله بل وأمة بأسرها، مهما ثُقِبت جدرانها ولاح الظلام على اسوارها ..#لا_يضرهم_من_خذلهم".
ونشر حساب يحمل اسم "Hope"، تغريدة على تويتر "#لا_يضرهم_من_خذلهم فالله يهيئ للقدس جيوشا تهز الأرض عزة وكرامة لتحريرها.. لا تهنوا ولا تحزنوا فبداية سقوط دولة الصهاينة اقتربت.. وستسقط معها جميع الأنظمة التي والتها.. والعزة يومئذ للإسلام والمسلمين".
وغرّد حساب آخر يحمل اسم "سعود" على تويتر "اللهم انصرنا على من ظلمنا وكن عونا لنا على اليهود ومن عادانا واخذل واهلك من يكن مع اليهود المغتصبين المجرمين".
وتعتبر دولة الكويت من الدول الرافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها رفضت المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد قبل أيام في العاصمة البحرينية المنامة.
وكان مجلس الأمة الكويتي دعا الحكومة الكويتية قبل أيام من عقد المؤتمر لمقاطعته ووصفه بـ"المشبوه المرتبطة بصفقة القرن"، كما دعا لرفض كل ما تسفر عنه أعمال الاجتماع من نتائج من شأنها أن تساهم في تضييع الحقوق العربية والإسلامية التاريخية في فلسطين المحتلة.
كما في المقابل، أبدى الإعلامي السعودي فهد الشمري، اعتراضه على مؤتمر البحرين، رافضا أن يتم إنفاق 50 مليار دولار من أجل القضية الفلسطينية، قائلا إن الشعب الفلسطيني "شحّاد"، ومحتل من قبل "شحادين" في إشارة إلى (إسرائيل).
وزعم الشمري أنه كان من "الخرفان" حين تبرع للشعب الفلسطيني، وأنه "لا داع لخسارة ريال من أجلهم"، حسب تعبيره.
ولاقت هذه التصريحات سخطاً كبيراً من رواد التواصل الاجتماعي، حيث هاجمه مغردون سعوديون وعرب، قائلين إنه رأيه "شاذ"، ولا يصح تعميمه على المواطنين الخليجيين.
وقال د. خالد مذكور المذكور عبر صفحته على "تويتر" رداً على تلك التصريحات: "الأقصى وما حوله لا يجوز التفريط فيه لا بيعا ولا تقسيما ولا تنازلا ولا تخاذلا ولا غلبة".
فيما تساءل "عبد العزيز الفضلي" في تغريدة له: "هل ممكن أحد يبلغ هذا الجاهل أو الغبي بأن #المسجد_الأقصى كان أولى القِبْلَتينوهو ثالث مسجد تُشدّ له الرِّحال وأن الصلاة فيه تعدل ٥٠٠ صلاة فيما سواه".
وأضاف الفضلي "فعلا الحماقة أعيت من يداويها.. #فهد_الشمري".
أما الناشط أنس الدغيم فقال: "الإعلاميّ السعوديّ المدعوّ #فهد_الشمري الذي وصف الفلسطينيين بالمتسوّلين وعديمي الشرف هو لا يمثّل شرفاء الشّعب السعوديّ".
وأضاف "كما أنّ العنصريّين اللبنانيّين من تيّار عون لا يمثّلون أحرارَ لبنان.. فإنّ الضّميرَ الحُرّ كالمطر؛ يصيب اللهُ به من يشاء ويصرفه عمّن يشاء".
وتتعرض القضية الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة لحملة شرسة من الاحتلال الإسرائيلي، بهدف القضاء عليها وتهجير سكان البلدة القديمة وطمس المعالم الإسلامية فيها، بتشجيع أمريكي، وتطبيع عربي مع الاحتلال يشجعهم على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.