فلسطين أون لاين

لا حصانة لأحد .. " تودنهوفر" يصاب أمام عدسات الكاميرات بغزة

رصاصة في الظهر.. الرد الإسرائيلي على متضامن ألماني في غزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

"أيها الإسرائيليون، يرجى معاملة الفلسطينيين كما تريدون أن تعاملوا!" على بعد أكثر من 500 متر من السياج الفاصل بمخيم ملكة إلى الشرق من مدينة غزة رفع النائب السابق في البرلمان الألماني يورغن تودنهوفر اللافتة السابقة، أمام جنود الاحتلال، متضامناً مع قطاع غزة.

لكن الرد الإسرائيلي على تلك اللافتة التضامنية كان سريعا فبمجرد أن استدار المتضامنأصابته رصاصة معدنية بمنطقة الظهر أطلقها جندي إسرائيلي ليسقط مصابا على الأرض، ليدفع تودنهوفر من دمائه ثمن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر.

يوم الجمعة 14 يونيو/ حزيران الجاري التي حملت عنوان (لا لضم الضفة) أصر المتضامن تودنهوفر على المشاركة مع الفلسطينيين خلال المظاهرات الشعبية السلمية للاطلاع عن كثب على الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين دون وجه حق.

تجول تودنهوفر بين المتظاهرين، شاهد جنود الاحتلال وهم يطلقون النار، حاول من خلال تصوير فيديو من أرض المخيم إيصال صوت الحق الفلسطيني إلى العالم أجمع وإلى أصدقائه على وجه الخصوص في ألمانيا، وليكشف الوجه الحقيقي للإجرام الإسرائيلي المتمثل في انتهاك الحقوق والقوانين الدولية والإنسانية، لكن رصاصة الاحتلال منعته من إكمال الرسالة وأسقطته أرضا.

بعد ساعات من الإصابة نشر تودنهوفر رسالة عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" مرفقة بفيديو يظهر طريقة تظاهره السلمي وتعرضه للإصابة برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

فكتب على صفحته: "أصدقائي الأعزاء، لا يمكن للمرء "التظاهر" بسلام أكثر مما حاولت اليوم عند السياج الحدودي لغزة، رفعت لافتة "أيها الإسرائيليون، يرجى معاملة الفلسطينيين كما تريدون أن يعاملوا!) بينما التفت إلى بضع مئات من الأمتار من الحدود، أطلق جندي إسرائيلي رصاصة مطاطية مما أدى لإصابتي في الظهر، ففي أي حالة من القانون في العالم أتلقى رصاصة واحدة بسبب هذه الجملة، لا يمكن أن يستمر مثل هذا".

"قتل صوت الحرية" هذا عنوان لافتة تضامنية معلقة بأحد شوارع القطاع مع تودنهوفر، تؤكد أن استهداف النواب الدوليين سابقة خطيرة.

رسالة إرهاب

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني يحيى موسى يقول: إن استهداف النائب الألماني السابق يظهر أن الاحتلال كيان "مارق" فوق القانون الدولي والإنساني، محمي من قبل أمريكا التي تضرب بعرض الحائط كل الحقوق الوطنية الفلسطينية مخالفة لكل قرارات الشرائع الدولية.

وأضاف موسى لصحيفة "فلسطين": "نحن أمام حالة استعلاء إسرائيلي، يؤسس لفوضى في العالم لأنه ليس هناك مرجعية قانونية ولا شرائع ولا أخلاق تحكم، وحالة إدارة الظهر لكل ما تعارفت عليه الدبلوماسية".

واعتبر أن استهداف تودنهوفر رسالة ترسلها قوات الاحتلال لكل العالم أنه لا حصانة لك ولا قيمة لحياتكم، وهي رسالة إرهاب وتخويف حتى لا يقف أحد مع الشعب الفلسطيني، "وللأسف لا زالت ألمانيا تجامل الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية وتشعر بغصة الذنب فيما يتعلق بـ "الهولوكوست".

عضو مجلس العلاقات الدولية تيسير محيسن نبه إلى أنها ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال أجانب، إذ لم ينس أحد حادثة استهداف وقتل الصحفية الأمريكية راشيل كوري، فالجميع شاهد الجرافات الإسرائيلية تقوم بقتلها أمام عدسات الكاميرات، مما يدلل أن لا خطوط حمراء لدى الاحتلال في التعامل مع المجتمع الدولي.

وقال محيسن لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال لا يسمح بوجود مثل هؤلاء الأجانب لتوثيق جرائمه على حدود غزة، فوجود البرلماني الألماني كان بمثابة شاهد دولي على وقائع وأحداث لا يرغب الاحتلال أن تتصدر بالمجتمع الدولي".

وأضاف أن الاحتلال أراد إيصال رسالة أنه ليس مسموحا أن تتواجد هكذا شخصيات في غزة لتشهد جرائم الاحتلال.

موقف دولي

يقول الأمين العام لمجلس جنيف للعلاقات الدولية والتنمية أنور الغربي إن تواصل الاعتداءات الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين والمتعاطفين الأجانب راجع لقراءة مشهد دولي يميل لصالح منطق القوة وغياب العدالة، ومحاولة الاستفادة القصوى من غياب صوت العقل.

وأضاف الغربي لصحيفة "فلسطين": إن غياب ردود فعل قوية على قرار البرلمان الألماني رغبته في التصدي لحركة المقاطعةBDS شجع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الاعتداء على مواطن يحمل صفة تمثيلية لجزء من الشعب الألماني.

وأكد أن الاعتداء على المتظاهرين اعتداء على قواعد حقوق الإنسان وأن هذه الممارسة الموثقة تشكل إدانة لـ (إسرائيل) وعلى المجتمع الدولي اذا لم يتحرك لردعها.

وشدد على أن الرد على الجريمة الإسرائيلية يتمثل في عقد مؤتمر في جنيف لجميع الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف للبت في التدابير التي يتعين اتخاذها لتنفيذ اتفاقية جنيف الرابعة لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وتفعيل العقوبات السياسية والاقتصادية ضد (إسرائيل)، وتنشيط حملة المقاطعة ضد المنتجات الإسرائيلية.