كانت بداية القصة منذ عام تقريباً عندما أصيب الطفل محمد حبيب بمرض السرطان، وفشلت كل محاولات علاجه بقطاع غزة نتيجة نقص العلاج وقلة الإمكانيات الموجودة، بدأت مرحلة التقديم للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية، ورغم محاولات عدة لسفر أحد أقاربه برفقته إلا أن الرفض كان حليف الجميع.
الموت أو العلاج
كانت نسبة الخطر تزداد على صحة محمد في ظل عدم توفر العلاج في غزة، إلى أن قدمت عمة والده طلب لمرافقته وتمت الموافقة عليها من قبل الاحتلال.
في البداية تم تحويل محمد إلى مستشفى النجاح في مدينة نابلس لتلقي العلاج هناك لمدة ثلاثة أشهر ليتم تحويله بعدها إلى مستشفى تال هشومير في (تل أبيب).
يقول إبراهيم حبيب عم الطفل محمد لـ"فلسطين": "كانت المشكلة في المدة الزمنية التي قضاها المرافق في المستشفى وكان لا بد من وجود مرافق آخر غير عمتي لمحمد بعد تحويله لـ(تل أبيب)، فتقدمت والدته بطلب ولكن الاحتلال رفض ولم يتبق أحد من العائلة إلا وقدم طلبا لمرافقته ولكن للأسف تم رفضهم جميعاً ولم تتم الموافقة سوى على جد الطفل محمد الذي يبلغ من العمر 70 عاما".
ويضيف: "بعد ذهاب جد الطفل للمستشفى جاءه الارتباط الإسرائيلي وقال له لماذا لم يرافق والد الطفل نجله، حتى أن المخابرات الإسرائيلية اتصلت على والد الطفل مرتين وطلبت منه الحضور وقالت ابنك محتاجك".
وتابع حبيب قوله: "بعد محاولات الاستفزاز من قبل الاحتلال الإسرائيلي اضطر جد الطفل للعودة لغزة برفقة محمد الذي توفي نتيجة عدم تلقيه العلاج اللازم".
ويشير إلى أن نقص العلاج وقلة الإمكانيات في قطاع غزة والتضييق من قبل الجانب الإسرائيلي على المرضى كان سببا في موت عدد كبير من المرضى.
وحمل حبيب المسئولية للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول في كل مرة ابتزاز المرضى من خلال مصيدة المخابرات الإسرائيلية لأصحاب الحاجة من المرضى.
نقص الدواء
ولا يختلف الحال كثيراً عند المواطنة آمنة سالم (40 عاما) والتي تعاني من سرطان الثدي منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، ورغم سماح قوات الاحتلال لها بالسفر للعلاج في (إسرائيل) أكثر من مرة إلا أنها في المرة الأخيرة منعت تحت أسباب أمنية.
تقول سالم عن وضعها الصحي: "كان من المفترض أن أتم العلاج الذري في (إسرائيل) قبل أشهر ولكن نتيجة المنع تدهورت حالتي الصحية وعدت لتناول الدواء مرة أخرى رغم أنني اقتربت من انهاء علاجي بالكامل".
رفض الاحتلال علاج سالم وتأخرها عن تلقي جلسات العلاج الذرّي تسببا في تدهور حالتها الصحية رغم أنها كانت تقترب من خط النهاية في العلاج.
وتطالب سالم الجهات المعنية والمؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة مريضات السرطان في غزة واللاتي يعانين أشد المعاناة في ظل عدم توفر العلاج ونقص الإمكانيات.
أعداد كبيرة
من جانبها، قالت مدير برنامج العون والأمل لمرضى السرطان، إيمان شنن، إن التقارير تشير إلى أن 60% من المرضى ممنوعون من السفر، مشيرةً إلى أن هناك نقصا حادا في الأدوية الخاصة بمرضى السرطان في قطاع غزة.
وأضافت لـ"فلسطين":" على الرغم من أن المريضات سافرن قبل ذلك للعلاج في الخارج إلا أنهن الآن ممنوعات من السفر لأسباب لا نعرف غير أنها أمنية فقط".
وأكدت شنن أن تأخر سفر المريضات للعلاج يؤثر عليهن بشكل سلبي نفسياً وجسدياً لعدم تلقي الجرعات في الوقت المناسب، قائلة:" رغم أننا ننظم حلقات دعم نفسي للتخفيف عن المريضات إلا أن ذلك لا يدعم بشكل إيجابي فالهدف الأساسي هو العلاج".
وتابعت قولها: "كل ما نريده هو وجود تدخل عاجل من المنظمات الدولية المؤثرة على إسرائيل كمنظمة الصحة العالمية لتسهيل سفر المريضات أو حتى توفير العالج اللازم للمرضى في غزة وتوفير عناء السفر".