رأت شخصيات سياسية فلسطينية أن مؤتمر البحرين يعد محاولات أمريكية لشرعنة التطبيع العربي الإسرائيلي، وردم الفجوة بين الدول العربية و(إسرائيل)، وهو الأمر الذي يعني تملص الدول العربية من مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أمس في مدينة غزة، حملت عنوان: "صفقة القرن وانتهاك حقوق الانسان" بمشاركة عدد من الكتاب والشخصيات السياسية وممثلين عن مؤسسات حقوقية في مقر الهيئة في مدينة غزة.
وتحدث خلال الورشة رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبوسعدة والكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب د. وجيه أبو ظريفة.
وأكد أبو سعدة أن السبب في اختيار التوقيت لتفعيل صفقة القرن يعود للمستجدات الدولية التي شجعت باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الوضع العربي الراهن منذ الربيع العربي وما زُرع فيها من حروب وفتن أوصلتها إلى مرحلة من السوء تسببت بالالتفات عن القضية الفلسطينية التي بمثابة قضية أم لكل العرب.
وقال: "العالم العربي المنشغل والاقليمي المتناحر بسبب الطائفية التي اوجدتها امريكا، بجانب الوضع الفلسطيني الداخلي المنقسم والمتشتت، اعطى فرصة أكبر في هذا التوقيت لنجاح تمرير صفقة القرن والمؤامرات كافة".
فيما استهجن عوكل تمسك قيادة السلطة الفلسطينية باعتبار الولايات المتحدة دولة صديقة رغم كل ما تقوم به في تصفية القضية، وترجيح الكفة باتجاه (إسرائيل) من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لها، وإعطاء الضوء الأخضر للاستيطان.
وأوضح -خلال استعراض المخاطر التي تواجه الفلسطينيين- أن حالة التراجع عربيًا تجاه القضايا الفلسطينية تسببت بنكسة جديدة وأعطت مبررا للعرب للتنصل من مسؤولياتها، على الرغم من أن المخطط الأمريكي لم ولن ينتظر موافقة عربية وفلسطينية لتطبيقه.
وعن المخاطر في حالة تطبيق الصفقة وتمرير مخططاتها، قال عوكل: إن المؤتمر وتبعاته إجماع رسمي لترسيم عملية التطبيع العربي الاسرائيلي وسيعزز المسافة بينهم تباعًا وهو ما يعني تملص الجمع العربي من مسؤولياتهم تجاه فلسطين.
وبيّن أن الفلسطينيين أمام خطر تبديل الثقافة والوعي الوطني من خلال تهجيرهم واعطاء بعض الدول مساعدات مالية لاستقبال اللاجئين وشطب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بشكل تدريجي وحق العودة معه.
من جانبه، أشار أبو ظريفة إلى وجود الصفقة في السياسية الأمريكية منذ القدم، مؤكداً أنها تهدف لتغيير الديمغرافية والثقافة العربية حتى ولو كان الفلسطيني الخاسر الأكبر.
وأوضح أن الصفقة بكل مكوناتها منافية للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتسليط الضوء على التناقضات بينها يساعد في إبطاء تطبيقها بالإضافة إلى وقف التعاطي سياسيًا مع الولايات المتحدة وعدم المراهنة عليها كوسيط.
وأكد أبو ظريفة أن وحدة الموقف الفلسطيني والاستعداد للمواجهة موحدين من خلال عمل مشترك يعطي قوة وأهمية أكبر للخطوات المبذولة، بجانب بعد الجوانب الشعبية والرسمية في الميدان لنقل صورة الرفض الفلسطيني التي تجعل الجميع على استحياء من القبول.
وتابع: "الرفض فلسطينيًا دفع بعض الدول لرفض المشاركة في مؤتمر المنامة ومن وافق على المشاركة احتفظ بسقف منخفض من خلال ارسال وكلاء وزارات وشخصيات اعتبارية بدلًا من وزراء ورؤساء".
وشدد أبو ظريفة على أن محاربة خطة التخلص من الفلسطينيين خصوصًا في الداخل المحتل والضفة أمر بالغ الاهمية ويحتاج إلى تدعيم جهودهم من جهات رسمية ومدنية وشعبية.
وتستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة مؤتمراً للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية (من السلام إلى الازدهار) بمشاركة مسؤولين سياسيين ورجال أعمال في 25 و26 من حزيران/ يونيو المقبل.
ورحبت كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن، الذين أعلنوا مشاركتهم في المؤتمر، بجانب (إسرائيل)، في ظلّ رفض فلسطيني رسمي وفصائلي وشعبي واسع ودعوات لمقاطعته.