فلسطين أون لاين

​الاحتلال يسعى لنزع البصمة الإسلامية عن البلدة القديمة بالقدس

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة/ مصطفى صبري:

تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية جاهدة على مدار الساعة لإحداث نقلة نوعية في نزع الصفة الإسلامية عن مدينة القدس المحتلة وخاصة في البلدة القديمة، وصبغها بالمشاريع التلمودية.

الكاتب المقدسي زياد خداج يقول لـ"فلسطين": "إن الاحتلال يستهدف أبواب البلدة القديمة وخصوصًا منطقة باب العامود، فهذه المنطقة تاريخية بامتياز وباب العامود المطل على شارع سليمان وشارع نابلس وعلى حي المصرارة وعلى البلدة القديمة يتم استهدافه باستمرار".

وأضاف: "وبالرغم من أن هذه الإجراءات ليست لها قيمة في تثبيت الحقوق، إلا أنها محاولة يائسة من بلدية الاحتلال كي تضع بصمات يهودية على البصمات الإسلامية الأصلية في المكان".

المقدسي عزام النتشة (67 عامًا) يقول لـ"فلسطين": "إن منطقة باب العامود أصبحت مربعًا أمنيًّا وخطر على كل من يمر منه، إذ تنتشر منصات أمنية بداخلها جنود في حالة استعداد للقتل، وتغيير معالم الحديقة المتاخمة لباب العامود سيزيل حقبة تاريخية من المكان، وهذا ما يهدف إليه الاحتلال وذراعه البلدي الذي يواصل الليل والنهار كي تصبح مدينة القدس مدينة يهودية خالية من التاريخ الإسلامي".

المهندس والخبير العمراني المقدسي د. جمال عمرو، أكد أن مخططات الاحتلال في مدينة القدس تهدف إلى نزع الصبغة الإسلامية عن المدينة وإقامة مشاريع تهويدية لتثبيت الرواية التوراتية المزورة.

يقول عمرو لـ"فلسطين": "بلدية القدس هي ذراع دولة الاحتلال في تنفيذ مخططات مرعبة على الأرض، بهدف تغيير المعالم بشكل جذري، فما يجري في منطقة باب العامود وإزالة الحديقة المتاخمة له بمساحة خمسمائة متر وخلع ألف بلاطة من التاريخ الإسلامي، يأتي في سياق الحرب اليومية على كل ما هو تاريخي وإسلامي في المدينة".

وذكر عمرو أن سلطات الاحتلال اعتقلت طاقم دائرة الإعمار في المسجد الأقصى لقيامهم بتثبيت بلاطة في ساحات المسجد الأقصى، كانت تتحرك تحت اقدام المصلين، وأُخضعوا للتحقيق وتم تهديدهم في قادم الأيام إذا تكرر الفعل، وأن عليهم الحصول على إذن من ما تسمى "سلطة الآثار" ومن الضابط المسؤول الذي يطلق عليه "ضابط جبل الهيكل".

وأضاف: "بينما في منطقة باب العامود تم جرف المنطقة التاريخية بكل مقومات من بلاط وأشجار ومصاطب حتى مغارة سليمان، ولم يتم وضع يافطات تبين طبيعة المشروع الذي سيقام في عملية استهتار واضحة بالمقدسيين والمسلمين".

ولفت عمرو النظر إلى أنه وقبل تجريف الحديقة المتاخمة لباب العامود الذي يعتبر من أهم أبواب البلدة القديمة ويتصل بطريق الواد شريان البلدة القديمة، تم إقامة منصات وأبراج أمنية بداخلها جنود على أهبة الاستعداد للقتل، في محاولة لتفريغه من المقدسيين.

وأشار إلى منطقة برج اللقلق بالقرب من باب الأسباط، وقال إن هناك مخططًا مرعبًا ملاصقًا لسور البلدة القديمة سيتم استخدامه في تفويج المجموعات السياحية وسرد الرواية التلمودية وصولًا إلى مقبرة الرحمة حيث مكان التلفريك.

وحذر من محاولات الاحتلال استهداف ومحاصرة التاريخ والجغرافيا في المكان.

ولفت عمرو إلى أن المشاريع التهويدية التي يتم فرضها على قلب المدينة المقدسة، يتم تغليفها بالمشاريع السياحية الاقتصادية ولكنها في حقيقة الأمر مشاريع ذات طابع تهويدي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "المشؤوم" باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وقال: "الاحتلال يريد أن يقول للعالم اليوم إن الحكم لكيانه بلا منازع، ولا يحق لأي جهة الاعتراض على ما يتم من مشاريع توراتية".