انتشر استخدام الأجهزة الذكية اليوم بشكل كبير جدًا تلبية لتطور التطبيقات الحديثة السريع، وقد أمست هذه التقنيات متاحة في أيدي جميع الفئات العُمرية دون استثناء، فقد استعرض التقرير الصادر عن شركة "ipoke" الفلسطينية عدد مستخدمي الأجهزة الذكية المحمولة مقارنة بأجهزة الحاسوب المختلفة، وخَلُصَ إلى أن 96% من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين يعتمدون على أجهزة الموبايل في الوصول إليها، بينما 4% منهم فقط يعتمدون على أجهزة الحاسوب فقط في الوصول لنفس المواقع السابقة، كما أفاد نفس التقرير بأن الفئة العمرية التي تُمثل الأطفال والمراهقين من مستخدمي تلك المواقع أكثر من 37% على المستوى المحلي الفلسطيني، وهي نسبة عالية تستوجب الانتباه إلى المخاطر التي يُمكن أن تواجه الأطفال على وجه الخصوص.
من الواضح أن التحديات والعقبات التي تواجه أولياء الأمور في عملية متابعة أبنائهم وتوجيههم وتنظيم أوقاتهم عند استخدام للأجهزة الذكية هي تحديات خطيرة، وهذا ما لمسته من شكاوى أولياء الأمور في كثير من المحافل التوعوية المختلفة التي كُنت أشارك بها، حيث تتمحور شكواهم حول استحالة تواجدهم طوال الوقت مع أبنائهم أينما ذهبوا أو حَلُّوا، الأمر الذي يُفقدهم قدراً كبيراً من التحكم في المحتوى الذي يشاهده أبناؤهم وكذا صعوبة السيطرة على الوقت الذي يقضونه في استخدام تلك الأجهزة، وهنا أبشرهم أن الحل أبسط مما يتخيلوا في ظل وجود تطبيقات المراقبة أو المتابعة الأبوية.
يُعتبر تطبيق Google Family Link من أبرز تطبيقات المراقبة الأبوية التي تُساعد أولياء الأمور في متابعة أطفالهم عند استخدام الأجهزة الذكية، والذي يسمح بوضع ضوابط ومُحددات لمساعدة الأبناء في إرشادهم في أثناء التعلّم واللعب والاستكشاف على الإنترنت. من الخدمات التي يُقدمها هذا التطبيق اطّلاع ولي الأمر على ما يقوم به الطفل على جهازه الذي يعمل بنظام Android، إضافة لإمكانية إدارة التطبيقات التي يريد الطفل تنزيلها من متجر Google Play، ولا ننسى خاصية ضبط حدود الوقت المسموح بها لاستخدام الجهاز وتحديد وقت النوم على جهاز الطفل، إلى جانب خاصية قفل الجهاز في بعض الأوقات المُخصصة عند تناول الطعام مثلاً أو عند تجمع العائلة مع بعضها البعض، وأخيراً وليس آخراً، إمكانية الاطلاع وتحديد الموقع الجغرافي لمكان وجود الطفل في حال كان يحمل جهازه المتصل بشبكة الإنترنت، وبذلك كله نضمن لولي الأمر المتابعة الدائمة والاستخدام السليم لتلك التقنيات.
ختامًا، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فلتكن علاقتكم بأبنائكم مبنية على الثقة والاحترام المتبادل والتفاهم والنقاش الحميد، لا أن تتغشاها القوة والسيطرة، لنضمن لأبنائنا استخدامًا آمنًا لأجهزتهم الذكية، وقانا الله (تعالى) جميعًا شرورها.