فلسطين أون لاين

​احرميه ما يحب أو احضنيه حتى يسمع كلامك.. لكن لا تعنفيه

...
غزة/ مريم الشوبكي:

"هلا، رتبي ألعابك" تنادي الأم مرة حتى ثلاث مرات، و"هلا" ذات الأعوام الثلاثة ونصف تواصل اللعب ولا تلقي بالًا لكلام والدتها، حتى يأتيها التهديد: "لن أصطحبكِ اليوم للتنزه"، فتثور ثائرة "هلا" باكية أنها ستسمع الكلام وتعيد الألعاب إلى الصندوق.

ابني لا يسمع كلامي، كيف أجعله ينفذ ما أطلب منه؟، تساؤلات لا تكف الأمهات عن البحث عن إجابة لها، فالعصبية والصراخ والضرب والمنع مع بعض أولادهن أصبحت لا تجدي نفعًا، بل لا يبالون بأي عقوبات ويفعلون ما يحلو لهم.

بين اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب أن التربية بمفهومها الشمولي هي عملية متراكمة مع الوقت، وبناء الأفكار وتعديل السلوك هو أمر مستمر باستمرار عملية التربية، فلذلك هناك كم كبير من الأساليب التربوية التي تجعل الابن يسمع كلام أمه.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أن من تلك الأساليب تلبية الأم الاحتياجات النفسية للطفل، التي منها العطف والحنان والتقبل، وكذلك الجسمية، وتشمل توفير المأكل والمشرب، وتبدأ من وقت مبكر بالرضاعة والاحتواء.

وأكد أن من الأمور التي تجعل الابن يطيع ويسمع كلام الأم هي تصرفات الأب، وما يراه الطفل من سلوكيات يتعامل فيها مع أمه، فإن كانت سلوكياته إيجابية انتقلت الإيجابية إلى الطفل، وأيضًا أسلوب التعامل مع الطفل؛ فإذا كان أسلوبًا داعمًا وإيجابيًّا تبنى الطفل تلك المعاملة.

وقال أبو ركاب: "يا للأسف الشديد!، أغلب الآباء يعتقدون أن العقاب هو الوسيلة الوحيدة لتعديل السلوك، ولكن لو سألنا أنفسنا: لماذا نحن نعاقب أطفالنا؟، لكان الرد: حتى نعدل سلوكياتهم".

وتابع: "إذا كان هذا هو المطلوب فإن هناك كمًّا من الأساليب التربوية التي تغني عن الوصول إلى العقاب الجسدي، ومنها حرمان الطفل أشياء يحبها ومحاولة تجاهل بعض السلوكيات البسيطة، والعمل الجاد على تغيير أسلوب العقاب، لأن الطفل إذا تعاملنا معه بأسلوب واحد مدة طويلة فإن الجدوى من العقاب تقل، أيضًا إن احتضان الطفل، وتقبله إنسانًا، وانتقاد سلوكياته فقط؛ أساليب تقلل من سلوكياته السيئة".

وعن تقويم سلوك الطفل الخطأ، ذكر أبو ركاب أنه يكون باستخدام العطف والتقبل في تعديل السلوك، واستخدام أسلوب العقاب الجسدي البسيط والمعنوي، واستخدام أسلوب التحفيز والدعم النفسي والمعنوي.