فلسطين أون لاين

اختصاصية: المدرسة والبيت لهما دور كبير في تحفيز الطلبة للحصول على المستوى المطلو

​تردي الأوضاع المعيشية بغزة يدخل طلبة في حقل "عدم المبالاة"

...
غزة/ هدى الدلو:

بعد انتهاء عام دراسي كامل، جاء الوقت لحصد ثمار الجهد والتعب، وتسلم النتائج والشهادات، فمنهم من يفرح بمعدله الدراسي، ودرجات عالية، في حين طلبة آخرون يحصلون على علامات دون مستواهم الدراسي، وبعضهم لا يبالي بعلاماته المتدنية، فما السبب في ذلك؟، وكيف يتعامل معه الأهل؟

تقول الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار: "لو حاولنا تلخيص الأسباب التي تدفع الطالب إلى شعور عدم المبالاة وعدم الاكتراث بالنتائج التي حصل عليها، فإن الواقع المرير الذي يعيش فيه قطاع غزة، والظروف الاقتصادية يجعلان الأهل والطالب نفسه لا يهتمون بالنتائج الدراسية".

وأضافت أبو شرار لـ"فلسطين": "قد يكون السبب عدم اهتمام الأهل فينعكس ذلك على ابنهم، وانشغالهم في ظروف أخرى، ونجد بعض الطلبة لو طلب الأهل منه الدراسة للامتحان ومراجعة الدروس يرد عليهم وهو واعٍ الوضع القائم أن قريبه الذي أنهى دراسته الجامعية يجلس في البيت دون عمل".

وأشارت إلى أن رغبة النجاح والتفوق ضعفت عند كثير من الطلاب، وفئة قليلة من تسعى إلى التميز، بسبب سوء الظروف، وغياب مبدأ التحفيز والتشجيع أسلوبًا متبعًا من الأهالي تجاه الأبناء.

وبينت أن بعض الطلبة يذهبون إلى المدارس مكرهين، لهذا نجدهم غير مبالين بالدراسة ولا النتائج، وأن البيئة المدرسية والبيت لها دور كبير في تحفيز الطلبة للحصول على المستوى الدراسي المطلوب، إلى جانب النظام المتبع في مدارس الترفيع الآلي، وعدم انتباه الأهالي لدرجات أبنائهم أولًا بأول، والسعي نحو البحث عن أسباب تقصيرهم ببعض المواد.

ولفتت أبو شرار إلى أنه في حال حصل الطالب مرة على علامات متدنية، ولم يكن من الحريصين على الحصول على درجات عليا، وأمن العقاب؛ فإنه لن يضيره أن يحصل مرة أخرى على المعدل ذاته، أيضًا إن غاب التشجيع والتعزيز للطالب فلن يتحفز للحصول على معدل أعلى مما قبل.

وعن سؤال: إذا ما حصل بعض الطلبة أول مرة على درجات متدنية ولم يبد أي تأثيرات، فهل ذلك يدل على صدمة نفسية؟، أجابت: "إذا كان الطالب من الطلبة المميزين والمتفوقين فقد يشعر بالصدمة من حصوله على درجات أقل من المتوقع، لذلك ينصح الأهل بالتخفيف عنه ودعمه، وتشجعيه للحصول على درجات أفضل في العام القادم".

أما الطالب الذى لا يبالي بالدراسة والامتحانات والنتائج فنبهت إلى أنه نفسيته قد تتأثر لحظيًّا دون سعيه نحو التغيير، وقد يلوم نفسه كثيرًا ويوبخها، ويشعر بالخجل من مواجهة أهله، وقلة الثقة بالنفس.

ونصحت أبو شرار الأهالي بحث أبنائهم على الحصول على أعلى الدرجات، وتشجيعهم، وتقديم التعزيز المناسب الذي يساهم في زيادة دافعيتهم للدراسة والحصول على علامات أفضل، والتواصل مع الطفل والبحث عن أسباب عدم اهتمامه: أهي في الطالب نفسه أم المادة الدراسية أم المدرسة أم الأهل؟، ثم معالجتها.

وأوضحت أن طريقة التعامل مع الأبناء المقصرين تختلف من طفل إلى آخر تبعًا للفروق الفردية، ولابد من استخدام العقاب، ويفضل حرمانه أشياء محببة إليه.