فلسطين أون لاين

​ست من شوال شُرِعت لتُبيِّن أنَّ الصوم ليس مقصورًا على شهر رمضان

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، يقبل علينا شهر شوال وهو الشهر العاشر في الشهور الهجريّة، ليطل بنفحاته الإيمانية، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم صيام ستة أيام من هذا الشهر، حيث ورد في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدّثه أن رسول الله قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر".. فما فضل صيام هذه الأيام؟، وهل يتم صيامها متتابعة أم متفرقة؟ وهل يجوز الجمع في صيامها بين السنة والقضاء؟

فقال د. ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن المشارك في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية: "صيام ست من شوال هي سنة مستحبّة لما ورد في حديث الرسول السابق، وليست بواجبة، فلها فضل عظيم، وقد شرعت لتبين للناس أن عبادة الصوم لا تنتهي بانتهاء شهر رمضان، فهناك سنن بصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، ووقفة عرفة، وعاشوراء وغيرها".

وأضاف أن الصوم ليست عبادة مقصورة على شهر واحد، بل يمكن للمسلم أن يتعبد بها طيلة العام، كما أن صوم هذه الأيام له أجر صيام سنة كاملة.

وأشار د. السوسي إلى أن ما يفرق بين شهر رمضان وصيام ست من شوال يوم واحد وهو يوم عيد الفطر، ثم إن السرعة في وصل هذه السنة في رمضان تأتي من باب لفت الانتباه، وأن شهر رمضان ليس عبئا وحملا ثقيلا على الإنسان المسلم يريد أن يتخلص منه فور انتهاء الشهر.

وأوضح أن صيام هذه الأيام من علامات قبول الطاعة والعبادة، فالله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدًا استعمله في طاعته، عَنْ عَمْرِو ابْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ, قِيلَ: وَمَا اسْتَعْمَلَهُ؟ قَالَ: يُفْتَحُ لَهُ عَمَلاً صَالِحاً بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ, حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ".

فهل تصام متفرقة أم متوالية؟ أجاب د. السوسي: "ليس هناك رأي واحد للعلماء فيما يتعلق بذلك، فقد اختلفوا في توالي صيامها أم التراخي فيها، والرأي الأرجح هو الصيام المتفرق، أي صوم ستة أيام من شهر شوال، والحديث لم يحدد أيامًا مخصوصة من الشهر، فإذا صام المسلم أي ستة أيام يجزئه عن ذلك، والأمر يتعلق بطاقاته وامكانياته".

أما التساؤل الذي يكثر طرحه من قبل النساء بأنه هل يجوز الجمع بين نية القضاء وصيام ستة من شوال؟ فبين د. السوسي أن القضاء فرض، وستة من شوال سنة، وفي الحقيقة يسير الإنسان على ما يرتاح إليه قلبه وهو أن يصوم ست من شوال على انفراد، والقضاء على انفراد.

ولفت إلى أنه لو تم صيام القضاء في شهر شوال، فإن المرأة تكون قد صامت ما عليها في أيام فضيلة سن فيها الصيام، وكأنها جمعت بين نيّتين.

وفيما يتعلق بصيام ست من شوال قبل القضاء، فذكر د. السوسي أن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم شوال قبل القضاء، وقال بعض العلماء أنه يجوز ذلك لمن تجد في نفسها عزمًا ونشاطًا.

ونبه إلى أن المشروع تقديم القضاء على صوت الستة من شوال، كون الفرض أولى بالاهتمام من التطوع والسنة، وخاصة إذا كانت تخاف من عدم قدرتها على الصيام، وكثيرات يؤجلن القضاء إلى ما قبل بداية رمضان العام القادم، فيقعن في حرج لعدم تمكنهن من الصيام، لذلك ننصح بالبدء في القضاء.