فلسطين أون لاين

​توقع توفر تمويل لإعادة إعمار 3000 منزل

بوشاك يتطلع لإيجاد "حل سياسي عادل" لحصار غزة

...
جانب من الصالون الصحفي لبوشاك (الأناضول)
غزة - نبيل سنونو

قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بوشاك، إنه يشارك المدنيين في قطاع غزة تخوفهم من تداعيات أي حرب جديدة، معربا في الوقت نفسه عن تطلعه إلى إيجاد حل سياسي عادل للحصار المفروض على القطاع، فيما أشار إلى أن وكالته ستواجه مصاعب وتحديات تمويلية في 2017، وستعمل على حشد التمويل اللازم لتقديم خدماتها للاجئين.

وخلال صالون صحفي نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين وأداره رئيس المنتدى عماد الإفرنجي، في مكتبة ديانا صباغ التابعة للمراكز الثقافية لبلدية غزة، أمس، رد بوشاك على سؤال صحيفة "فلسطين"، بشأن الحصار على القطاع، بأن "أونروا" دعت عدة مرات إلى رفع هذا الحصار، مشيرا إلى ما يحدثه من أذى للسياق الاجتماعي والاقتصادي في غزة.

وأضاف: "نحن كالجميع، نتطلع إلى المبادرات السياسية والدور السياسي للفاعلين السياسيين في إيجاد حل"، متابعًا بأن دور وكالته هو المساعدة والدعم وحشد التأييد إلى أن يتم إيجاد حل سياسي عادل وشامل لمشكلة الحصار.

وأردف: "دورنا ليس سياسيا، ولكن نتطلع إلى الحل السياسي لإنهاء هذا الوضع".

وفيما يتعلق بتلويح مسؤولين إسرائيليين بشن حرب على القطاع، قال بوشاك: "مع الأسف ما نسمعه جميعا من بيانات ساخنة حول ربيع صعب وتخوف من حرب أو صراع جديد، نحن نشارك المدنيين تخوفهم في غزة من تداعيات أي حرب جديدة".

وأشار إلى أن وكالته تضغط باتجاه إيجاد "أمل للسكان في غزة"، وإعطائهم الفرص للعمل ليستطيعوا بناء مستقبلهم.

لكنه رأى أن "الجانبين (في إشارة إلى الاحتلال والمقاومة الفلسطينية) غير معنيين بالذهاب باتجاه حرب جديدة، بينما في نفس الوقت نرى رسائل في وسائل الإعلام تؤكد أن الجميع جاهز لحرب.. نحن نأمل من الجميع ألا يكون هناك من يضغط على الزناد باتجاه الحرب".

ونوه إلى ضرورة "أن نعمل جميعا على إيجاد الأمل"، والعمل الجماعي على الاتجاه نحو الهدوء.

ونبه إلى أن "أونروا" ترى كيف يعاني السكان في غزة ويتصرفون تحت الحصار وتداعياته على الجميع، مبينا أن وكالته مستمرة في تقديم خدماتها للاجئين، على صعيد التعليم والصحة وإعادة الإعمار والمساعدات الغذائية.

وقال بوشاك: "منذ حضوري إلى غزة في سبتمبر/أيلول 2015 كانت أونروا تقدم مساعدات غذائية لقرابة 850 ألف لاجئ فلسطيني، مع الأسف، الآن العدد يزداد"، مبينا أن عدد المستفيدين يصل لما يزيد عن 950 ألف لاجئ.

وأكد أن هذا يوصل رسالة إلى المجتمع الدولي عن الوضع الإنساني في القطاع، "وكيف نقوم بإعطاء مساعدات غذائية في حين أن المشكلة التي توجد هنا ليست مشاكل في الغذاء أو مجاعات، بينما المشكلة في الحصار.. هذا يتبع بشكل سلبي لتداعيات الحصار، مما يدفعنا إلى الاستمرار في إعطاء مساعدات غذائية لأفقر الفقراء، لأن السكان لا يستطيعون أن يحصلوا على غذائهم بنفسهم".

حرية الحركة

وأعرب عن أسفه، لعدم وجود حل سياسي يلوح في الأفق، داعيا إلى حل سياسي لفلسطين ولغزة يمكن التعامل معه وتقبله لتخفيف الوضع الذي يعيشه الناس في غزة.

وردا على سؤال بشأن اعتقال سلطات لمنسق مؤسسة "تيكا" التركية محمد مرتجى، وإجراءات مماثلة بحق عاملين آخرين في مؤسسات دولية في القطاع، قال بوشاك إن وكالته لديها برامج كبيرة ومعمقة تقوم بها للتأكد من أن كل مساعداتها التي تقدمها تذهب للاجئين الذين هم في حاجة إليها.

ولفت إلى أن عددا من موظفي الأونروا لم يكونوا قادرين خلال العام الماضي على الحصول على تصاريح للحركة خارج غزة حتى في سياق عمل الوكالة.

وأضاف: "نحن نقوم بكل ما نستطيع لمحاولة حلحلة هذه الأمور والحصول على إمكانية الحركة لموظفينا، وطبعا في سياق الحصار المفروض على غزة هذا الأمر صعب جدا"، منوها إلى أن الوضع الطبيعي هو ألا تكون هناك أي إعاقة في حركة السكان من وإلى غزة.

وعلى صعيد التمويل، أوضح بوشاك أن هناك تخوفا بشأن الوضع التمويلي للأونروا، وأيضًا في عام 2017 ستواجه الوكالة مصاعب وتحديات فيما يتعلق بالتمويل، وستقوم بكل ما تستطيع لحشد التمويل اللازم لتقديم الخدمة في برامجها الرئيسة.

وأشار إلى أن مفوض عام الأونروا يتواجد في نيويورك للاجتماع مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وممثليها لمحاولة إيجاد حلول مستدامة يمكن أن تساعد في عملية تأمين الاحتياج من التمويل الأساسي، معبرا عن أمله في الوصول إلى حلول.

وفيما يخص التمويل أيضًا، لفت بوشاك إلى أن وكالته قضت جزءا كبيرا من العام الماضي وهي تواجه عجزا في موازنة نشاطاتها الرئيسة بحوالي 70 مليون دولار، وفي نهاية العام الماضي تمت تغطية هذا العجز واستطاعت أن تتخطى تخوفات بأن تتأثر برامجها الرئيسة.

وأضاف: "هذه السنة نحن نواجه نفس الشيء، نستمر في تقديم خدماتنا من خلال برامجنا، ونفس المشاكل تواجهنا، لكن لا يزال من المبكر أن نشير إلى كمية العجز"، مردفا: "نحن حاليا نتحدث مع المانحين وعبر المفوضية العامة في الأمم المتحدة مع جميع الدول الأعضاء لمحاولة إيجاد حلول".

وعن عملية إعادة الإعمار، قال إن وكالته واجهت عدة مشاكل خلال العام الماضي، إذ كانت هناك ستة أشهر بدون الحصول على أي موافقات لإعادة الإعمار، ولكن مع نهاية العام تم الوصول إلى 500 موافقة لإعادة إعمار منازل.

وتوقع أن يتوفر خلال هذا العام، تمويل للمساعدة في إعادة إعمار ما يتراوح بين 2000 و3000 منزل.

في السياق، ذكّر بوشاك بأنه شعر بالحزن بعد مجيئه في 2015، لأن ما تم إعماره آنذاك كان منزلا واحدا فقط من المنازل التي تم تدميرها أو تأثرت خلال الحرب، وفي نفس الوقت شعر بالسعادة لإعادة إعمار هذا المنزل.

وأشار إلى أن وكالته عملت على إعادة إعمار عدد من المنازل التي تهدمت، معربا عن أسفه لأن الحزن والإحباط يزدادان في غزة بسبب التحديات العظيمة التي يواجهونها ضمن الحصار، وما يتلو ذلك من مشاكل في الكهرباء والمياه والحركة والحصول على فرص عمل.

ومن بين المشكلات التي تواجه أونروا، بحسب بوشاك، هي الصعوبة في حشد التمويل من المانحين لتوفير بدل الإيجار للعائلات التي تحصل على مساعدات من هذا النوع، لكنه أكد أن وكالته تقوم بكل ما تستطيع لتوفيرها.

وفيما يتعلق بالعملية التعليمية، بيّن بوشاك أنه مع زيادة عدد الطلبة تم توظيف عدد من المدرسين، وتم تثبيت أكثر من 400 مدرس.

وبشأن المواد التعليمية، قال إن وكالته لا تدخر جهدا في توفير الإمكانات اللازمة لتحسين جودة التعليم، إذ وفرت في كل مدرسة ومؤسسة تعليمية مختبري حاسوب وعلوم، إضافة إلى تركيب ألواح شمسية في مدارسها الجديدة للتأكيد من تزويد المدارس بالكهرباء بشكل مستمر.

ونوه إلى أن الأونروا تعلم طلابها أساسات تتعلق بالبيئة، وتعمل على عدة جبهات لإيجاد طرق إبداعية في التعليم.

وتوقع بوشاك أن يزداد عدد الطلاب في مدارس الأونروا خلال 2017، مؤكد الاستمرار في برامج بناء مدارس جديدة والبقاء في أتم الجهوزية لتوظيف عدد من المعلمين لاستيعاب الزيادة الكبيرة في عدد الطلاب.