فلسطين أون لاين

50% العجز الدوائي في غزة والصحة تعمل بنظام الطوارئ خلال العيد

...
غزة - جمال غيث

رغم النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي تواجهه وزارة الصحة في قطاع غزة، إلا أنها قررت إعلان حالة الطوارئ في مستشفياتها فترة إجازة عيد الفطر المبارك؛ لتقديم الخدمة الأساسية للمرضى.

وتعاني وزارة الصحة في غزة من نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 13 سنة، ولعدم إيفاء الصحة في رام الله بواجباتها تجاه القطاع، عدا عن ارتدادات الإجراءات العقابية على الصحة العامة في غزة.

وحذر مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. مدحت عباس من تداعيات خطيرة على مرضى القطاع، بسبب أزمة الأدوية التي وصفتها بالأشد على الإطلاق، حيث وصل معدل العجز في الأدوية والمستهلكات الطبية إلى 50%.

وقال عباس لصحيفة "فلسطين": "بات مرضى القطاع غير قادرين على توفير الأدوية على نفقتهم الخاصة لارتفاع أسعارها وعدم قدرتهم على توفير الأموال اللازمة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وعدم توفرها في وزارة الصحة".

وأضاف: "ما يزيد من معاناة المرضى هو رفض سلطات الاحتلال سفر عشرات المرضى لتلقي العلاج اللازم في الخارج والعمل على ابتزازهم مقابل تلقي العلاج غير المتوفر في القطاع سيما لمرضى السرطان"، مؤكدًا وفاة عدد من المرضى على بوابات المعبر بانتظار السماح لهم للعلاج.

ولفت عباس إلى أن فقدان الأدوية يشكل خطرًا على حياة المرضى، كالحليب العلاجي لمرضى "التبول الفينولي" الذي يتسبب بحدوث التخلف العقلي في حالة عدم تلقيه من قبل الطفل المصاب بالمرض، وكذلك أدوية "البروجراف" الخاصة بزارعي الكلى، إذ قد يتسبب غياب الدواء في رفض الكلية المزروعة وبالتالي فشل عمليات الزراعة.

وناشد مدير عام مجمع الشفاء الطبي، الضمائر الحية وكل الداعمين للقطاع الصحي كافة لسرعة التدخل لإنقاذ مرضى قطاع غزة في ظل عدم تلقي المرافق الصحية الحصص الدوائية الخاصة بها منذ مطلع العام الحالي.

عادات خاطئة

بدوره قال مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة د. عبد اللطيف الحاج، إن الوزارة ستعمل فترة إجازة عيد الفطر المبارك بنظام الطوارئ بكامل سعتها لتقديم الخدمة الأساسية للمرضى.

وأضاف الحاج، لصحيفة "فلسطين": "العمل بوزارة الصحة في فترة إجازة العيد سيخصص للطوارئ"، لافتًا إلى أن أقسام الاستقبال والطوارئ وغرف العمليات وأقسام الأشعة ستكون على أتم الجهوزية للتعامل مع الحالات الطارئة.

وبين أن مستشفيات القطاع تشهد أول أيام عيد الفطر ارتفاعًا في أعداد المرضى المصابين بالتسمم الغذائي والتلبك المعوي، مرجعًا ذلك لعادات المواطنين الخاطئة كالإكثار من تناول الطعام بأول أيام العيد، وتناول أطعمة كـ"الفسيخ، والرنجة".

وحث مدير عام المستشفيات، المواطنين على مراعاة إجراءات السلامة والحد من تناول الأطعمة بكميات كبيرة، والتأكيد من جودتها وسلامتها، وعدم الإفراط في تناول الحلويات، "فيفضل أن نبدأ إفطارنا في أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام، تزداد هذه الكمية تدريجيًا أثناء فترات اليوم".

ويقتصر العمل فترة الإجازة على مستشفيات وزارة الصحة في كافة محافظات القطاع، والبالغ عددها 13 مستشفى، وفق الحاج، الذي أكد أنه سيتم استقبال المرضى وتوفير احتياجاتهم في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية.

وتفرض سلطات الاحتلال، على قطاع غزة حصارًا مشددا منذ 13 عامًا، حيث تغلق المعابر والمنافذ الحدودية كافة التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.