فلسطين أون لاين

"الفسيخ" مصدر رزق موسمي يزدهر أواخر رمضان

...
الفسيخ في الأسواق الغزية
غزة/ شيماء العمصي:

ينادي أبو معين الكاس من وراء بسطته المكدس عليها الفسيخ (السمك المُملح)، في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، بشعارات تجذب سمع المارين في السوق، تلك الشعارات استوقفت بعضهم لشراء سمك الفسيخ، الطعام المُفضل للغزيين مع حلول أول أيام عيد الفطر.

ويُجهز أصحاب المحلات والمصانع السمك المملح (الفسيخ) من أجل بيعه للمواطنين، مصدر رزق لهم في الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيش فيها قطاع غزة، حيث يعتاد معظم الفلسطينيين تناول "الفسيخ"، في صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك من كل عام.

وأوضح الكاس لـ"فلسطين" أنه يعمل طوال السنة في بيع الخضار، لكنه مع قُرب حلول عيد الفطر يُسارع إلى بيع "الفسيخ"، لكونه يشهد إقبالًا نشطًا مع وداع شهر رمضان، إذ إن غالبية الغزّيين يرغبون في الوجبة المالحة لكسر صيام 30 يومًا.

وقال بابتسامة وهو يقلب الفسيخ: "أجهز كل عام لموسم العيد نحو 500 كيلوجرام سنويًّا، لكني خفضت هذه الكمية العام الحالي إلى 200 كيلوجرام، نظرًا لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين منذ عدة أشهر، بسبب اشتداد الحصار، والإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة على رواتب الموظفين".

ويمثل بيع الفسيخ مصدر رزق للبائع أبو معين الكاس وعائلته المكونة من 14 فردًا، كما هو حال أبي محمد عامر (50 عامًا)، الذي ينشط مع أواخر شهر رمضان في بيع السمك المملح، آملًا توفير بعض تكاليف دراسة أبنائه في الجامعات والمدارس.

وأوضح عامر لـ"فلسطين" أن الفسيخ يمثل وجبة خاصة للغزّيين في أول أيام عيد الفطر، لذلك يبيعه مع نهاية الشهر الفضيل، إذ تشهد الأسواق الغزّية نشاطًا ملحوظًا في حركة بيع سمك "الفسيخ"، كما هي حركة بيع الملابس للعيد.

وعن طريقة تحضير الفسيخ وفقًا للطريقة الفلسطينية قال فواز السوافيري: "يُحول السمك إلى فسيخ بتتبيله بكميات كبيرة من الملح بعد تنظيفه وغسله، ثم دفنه بأكياس في الرمل مدة 50 يومًا، أو أقل حسب نوع وحجم السمك، وخلال تلك المدة يجدد الملح ثلاث مرات".

وأضاف السوافيري لـ"فلسطين": "بعد ذلك يخرج من الرمل ويضف الكركم ليعطيه لونه الأصفر الخاص، وأما الطريقة الثانية فهي وضع الملح داخل السمك بأنواعه الجرع والدنيس والبوري ثم وضعه في براميل مياه ويترك مدة ما يقارب شهرين، وهذا ما يسمى "فسيخ البراميل"، وهناك نوع آخر من الفسيخ، وهو السمك المدخن، يعلق في أفران خاصة، ثم يدخل مرحلة التدخين مدة 6 ساعات، ثم غرفة التبريد، ويغلف في أكياس لبيعه للزبائن".

وأوضح السوافيري أن المواطنين يقبلون على شراء الفسيخ لأنه تناوله يساعدهم على شرب الماء والسوائل بعد صيام شهر رمضان، وأكد أنه لا يكاد يخلو منزل من منازل الغزيين من الفسيخ، بحيث تكون رائحته هي الطاغية على المنزل.

ولدى سؤاله عن أسعار الفسيخ في السوق قال: "إن الأسعار تختلف حسب حجم السمكة ووزنها، فهي تراوح من 20 إلى 40 شيكلًا.

ومع الإقبال الكبير على تناول الفسيخ يحذر خبراء تغذية وأطباء من تناول كميات كبيرة منه في أول أيام العيد، لما له من مخاطر كبيرة قد تسبب مشاكل صحية تتكرر كل عام، تتمثل في: سوء الهضم، والحموضة في المعدة، والدوار، وارتفاع الضغط لدى النساء الحوامل وكبار السن.