فلسطين أون لاين

الفوانيس الورقية.. فرحة الفقراء في رمضان

...
الفوانيس الورقية في أيدي الأطفال الفقراء
غزة/ حمزة دولة:

يركضون حُفاة الأقدام والفرح يتطاير من أجسادهم الصغيرة، كأن أحلامهم كلها أُنجزت، والحياة فتحت ذراعيها لهم، لكن كل هذه السعادة ما هي إلا نِتاج فانوس ورقي صنعته أيديهم الناعمة ليفرحوا أحياءهم الفقيرة في رمضان.

هناك في الشوارع الرملية المنسية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يجلس الأطفال وبأيديهم دفاتر المدرسة والدبابيس والمقصات، منهمكين في صناعة الفرح الذي لا يزورهم إلا في المناسبات.

الطفل محمد إسماعيل الذي لم يتجاوز 12 ربيعًا ومجموعة أخرى من الأطفال ابتكروا طريقة ليصنعوا فوانيس رمضانية من أوراق الدفاتر، عوضًا عن الفوانيس التجارية، مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيش فيه ذووهم، وعدم قدرتهم على شراء هذه الفوانيس كما كانوا يفعلون في كل عام.

وعن مدى إعجابه بفكرة صناعة الفوانيس الورقية، بين إسماعيل أن الفكرة أعجبته عندما رأى زملاءه يصنعون هذه الفوانيس، وقرر أن يصنع له ولإخوانه منها، لكي يشاركوه في اللعب بها في رمضان.

وقال محمد في حديثه لـ"فلسطين": "إن هذه الفكرة جاءت بعد عدة محاولات قمت بها مع مجموعة من زملائي وجيراني"، لافتًا إلى أن الفوانيس التي صنعوها من تلك الأوراق لاقت إعجاب واستحسان كثيرين، وسعد بها سكان الحي لما أضفته من رونق جميل وأجواء رمضانية على الحي الذي يسكنون فيه.

آباء قست على جيوبهم الحياة، وأخذتهم القلة إلى آخر مستنقع الفقر، لكنهم بدلًا من الاستسلام لهذا الوضع فضَّلوا صناعة البسمة على وجوه أطفالهم دون الحاجة للمال، فصنعوا الفوانيس الورقية الكبيرة وعلقوها في بيوتهم وشوارعهم، على أمل أن يحمل رمضان بعض الأمل والفرص لهم.

أبو علي حسان والد مجموعة من "أطفال الفوانيس الورقية" بين لـ"فلسطين" عدم قدرته على توفير ثمن الفوانيس التي تباع في المحلات، ويرجع ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها أهالي قطاع غزة عامة، وأنه بصعوبة يستطيع توفير المقومات الأساسية لأسرته من طعام وشراب، وحاجات أساسية تبقي أبناءه على قيد الحياة.

وبصناعة حسان الفوانيس الورقية "البالية" كما وصفها يرسم الابتسامة على وجوه أطفاله، ليستقبلوا رمضان بفرحة وسرور، وابتسامة لا تفارق وجوههم البريئة.

أما بلال نبهان -وهو صاحب أحد المحلات التجارية التي تبيع الألعاب والفوانيس- فاشتكى من ضعف الحركة الشرائية والإقبال على فوانيس رمضان هذا العام.

ولفت إلى أن الإقبال على الشراء يكاد يكون معدومًا، بسبب الأوضاع الاقتصادية، والخصم من الرواتب أو قطعها، واشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيراً إلى أنه يبيع بأقل أسعار حتى يتمكن من التخلص من الكميات التي اشتراها للموسم، وعدم تكدسها في المخازن للعام المقبل.