فلسطين أون لاين

في البرازيل.. أجواء رمضان تحمل هدايا الوطن

...
صورة تعبيرية
برازيليا– غزة/ أسماء صرصور:

رمضان في الغربة مثله مثل أي شهر من شهور السنة، لا استعداد خاصًّا له، ولا أجواء تشعر المسلمين بزينته، غير أن كل مغترب يحاول خلق الجو الرمضاني الخاص به، ليس فقط من أجله، بل من أجل أطفاله وإبقاء ارتباطهم بالإسلام حاضرًا.

هذه المرة نتحدث في زاوية "رمضان حول العالم" مع أمجد أبو سيدو، لنتعرف منه إلى كيفية قضاء المسلمين شهر رمضان في دولة البرازيل.

ويقول أبو سيدو لـ"فلسطين": "وسائل التواصل الاجتماعي تساهم قليلًا في كسر حاجز الغربة"، مشيرًا إلى حظه السعيد لكونه يعيش في مدينة جنوب البرازيل تعيش فيها جالية فلسطينية، ولبنانية، وسورية، فتخفف قليلًا من الوجع بالإفطارات الجماعية، والتراويح، والزيارات العائلية، وتشعر المسلم بالمودة والترابط.

وأما على صعيده الأسري فهو يحاول خلق أجواء رمضان في البيت، بتعليق زينة رمضان والفوانيس، والتحدث إلى أولاده عن شهر رمضان، وماذا يعني هذا الشهر، ويسعى جاهدًا إلى أن يحضر أولاده صلاة التراويح جماعة كل يوم.

ويذكر أن الجميع يكون طوال العام منشغلًا بأعماله، فيكون رمضان فرصة للالتقاء، وإن كان دوام العمل في البرازيل ينتهي بعد أذان المغرب بساعة ونصف، ما يجعل كلًّا مضطرًا إلى تأخير إفطاره وصلاة التراويح؛ حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم وتجهيز أنفسهم للصلاة، ومع ذلك تجد كلًّا حاضرًا في المسجد.

وتتمثل أكبر صعوبة لدى أمجد أبو سيدو في تربية الأولاد، وتوعيتهم وإفهامهم معنى رمضان وصيامه وقيامه، وأن يكون الأب قادرًا على الإجابة عن كل تساؤلاتهم، وإقناعهم، فعلى سبيل المثال: عندما بدأ بالتحدث إلى ابنه مجد (5 سنوات) عن رمضان لم يتوقف عن طرح الكثير من الأسئلة: لماذا نصوم؟ ولمن نصوم؟، لماذا لا تفطر كعادتك معنا؟!، الناس تأكل في الشارع وفي المدرسة؟!

ويلفت أبو سيدو إلى أنه زوجته تصر يوميًّا على مشاركة أفراد العائلة لها في إعداد وتزيين سفرة الإفطار؛ "فهي تؤمن بأهمية ودور أبسط الأشياء في حفر ذكريات جميلة لدى الأطفال، وأن من شأنها أن تشكل دروسًا وعبرًا لهم"، كما يقول.

ويبين أن جمال رمضان يكمن في اختلاف طقوسه وأكلاته وموائده بين جنسيات متعددة، فكل من المغتربين يحرص على إبراز عادات بلده في الغربة؛ خاصة على صعيد موائد رمضان، فتجد الأكل الفلسطيني الغزي حاضرًّا على كل مائدة إفطار ندعو لها ضيوفنا في بيتنا، وكذلك العكس؛ فأنت مدعو لتجريب كل ما هو جديد من الجنسيات الأخرى.

إلى جانب الزيارات بين الأصدقاء والأقارب كما كانوا يفعلون في الوطن الأم، كما يقول أبو سيدو الذي يضيف: "حتى إنني حرصت على شحن بعض الهدايا الرمضانية من بلادنا (فوانيس، وسجاجيد صلاة، وصناديق خشبية تراثية) لتقديمها لأصدقائنا هنا في البرازيل".