فلسطين أون لاين

"الصحن الدوار" عادة يشاركها الفلسطينيون مع أحبابهم في رمضان

...
صورة تعبيرية
غزة/ صفاء عاشور:

عادة ربما لا تزال بعض البيوت تلتزم بها، وربما كثير منا يذكرها عندما كنا أطفالًا، إنها عادة الصحن الدوار التي طالما كانت بين الأسر الفلسطينية، وتكثر في شهر رمضان المبارك.

قبل أذان المغرب بدقائق تبدأ ربة المنزل بسكب الطعام في الصحون استعدادًا لتناوله، ولكن هناك صحن زائد عن أفراد العائلة تطلب الأم من ابنها الصغير أن يذهب به إلى جارتها.

عادة ربما قل تداولها بسبب انتشار العائلة الصغيرة، ولكنها في العائلات الممتدة نجدها بكثرة وملحوظة، فهناك دائمًا ذلك الصحن الذي يُوضع على السفرة قبل أذان المغرب بدقائق، وفيه أكلة مختلفة عما أعدته ربة المنزل.

أم ناصر حجي (82 عامًا) لا تزال تتذكر كيف كانت تطبخ لعائلتها ولأولادها المتزوجين، وكانت تحسب نصيبًا لجيرانها من أي طعام تعده، خاصة في شهر رمضان المبارك، لافتة إلى أن هذه العادة كانت موجودة بكثرة في أيام زمان.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": "إن إرسال الطعام للجيران والأحباب عادة جميلة جدًّا، فكان هناك صحن مخصص لهذه المهمة أضع الطعام به، وأرسله لجارتي، خاصة عند إعداد الأكلات القيمة والدسمة".

وأضافت: "أكلة المفتول، والسماقية، والملوخية من أبرز الأكلات التي كنت أرسلها لجاراتي، وكان الصحن يعود لي ممتلئًا"، مؤكدةً أنه لم يسبق أن أعادت أي جارة لها الصحن وهو فارغ.

نهى حسام (30 عامًا) أوضحت أن هذه العادة لم تندثر، ولكنها أيضًا لم تعد منتشرة كما كانت في الأيام السابقة، لافتةً إلى أنها لا تزال تذكر كيف كانت ترسلها جدتها بصحن الطعام لجارتهم الفقيرة.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": "جدتي غرست في داخلي هذه العادة كما عززتها حماتي أيضًا، وأصبح أي طعام يعد في المنزل يرسل منه جزء لبعض أفراد العائلة كإخوة الزوج وأبنائهم".

وأضافت: "الأمر لا يقتصر على أهل البيت فقط بل يمتد إلى الجيران في بعض الأحيان، خاصة عند إعداد الأكلات التي تحتاج إلى وقت وجهد كبير وتحتاج إلى خبرة في إعدادها مثل السماقية والمفتول".

ونبهت إلى أن هذه العادة تزيد من أجواء المحبة والألفة بين الناس، فهذا الصحن يحمل معه إلى جانب الطعام مشاعر التذكر والدعوة الصالحة والحب وغيرها من المشاعر الإيجابية التي تزيد من المحبة بين الناس.

واستغربت نهى اندثار هذه العادة رغم أنها تحمل الكثير من الإيجابيات في طياتها، ولا تكلف الأسرة أي عبء مالي، فالطعام مطبوخ، ومن المتوقع أن يزيد منه بعد تناوله، متسائلةً: "لم تبقى هذه الزيادة متروكة في الثلاجة حتى تتعفن دون تناولها، مع أننا قادرون منذ البداية على مشاركتها مع من نحب؟!".