فلسطين أون لاين

غزيون يعيشون أيامًا رمضانية "على طريقتهم"

...
الاحتفال برمضان فوق الركام في غزة
غزة/ نبيل سنونو:

يُبدع الغزيون في تفاصيل حياتهم اليومية في شهر رمضان وفي صناعة الفرح ورسالة الحياة، متحدين الدمار والحصار الطويل الذي يفرضه الاحتلال عليهم منذ 13 سنة تواليًا.

"أبسط الأشياء" يجعل منها الغزيون مناسبة يقضون فيها أوقاتًا تخفف عنهم المصاعب، ويحولون المحنة إلى فرصة لإسماع العالم صوتهم.

فوق الركام

ليس على منصة يرصدها جمهور من آلاف الناس الذين حجزوا تذاكر الدخول كما هو حال المسارح في بلدان أخرى، وإنما فوق أطلال مبنى دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية في مشهد حقيقي وواقعي، كان التئام عناصر الفن الوطني الفلسطيني.

اختار منشدون ذلك المكان لينشدوا فيه لفلسطين، والحرية التي يناضل لتحقيقها الشعب الفلسطيني منذ 71 سنة، هي عمر الاحتلال الإسرائيلي.

واعتلى كل منهم الركام، وأمسكوا بمعداتهم الفنية ليرسلوا عبرها صوتهم الذي يعلو فوق صوت الطائرات، وصواريخها التي تنهمر فوق رؤوس المنازل والمقرات المدنية، متى شن الاحتلال عدوانًا جديدًا.

واحتشد الناس من حول هؤلاء الشبان تأييدًا لحماسهم، وجدارتهم في التعبير عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة، وصموده، مهما وجه الاحتلال إليه أسلحة الموت.

وقبل ذلك أقيمت في غزة فعالية فنية حملت اسم "غلوبال فيجن" مضادة لضيافة كيان الاحتلال مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" في فلسطين المحتلة سنة 1948م، لفضح محاولات استخدام الكيان تلك المسابقة "لتجميل" صورته القبيحة.

بطيخ الموسم

يُعرف عن البطيخ أنه للأكل، أما أن يكون موسم نضجه فرصة يحقق فيها بعض الشبان المزارعين مآرب أخرى فقد تكون سابقة.

في إحدى الأراضي المزروعة بالبطيخ، وعندما همّ مزارعون بحصاد الثمار، لجؤوا إلى إشاعة جو من المرح بقذف البطيخة في الهواء ومسارعة أحدهم إلى تلقفها، ما يذكر بكرة يتنافس اللاعبون في اللعب بها سعيًا إلى الفوز بالكأس.

ويحظى البطيخ الذي تعزز إنتاجه محليًّا في الشهر الكريم بـ"مكانة" لدى الناس تضاهي تلك التي تتمتع بها سيدة حلوى رمضان الأولى "القطائف"، ومشروباته التي تحتل موائد الغزيين كالخروب والكركديه.

مداعبة

بينما كان الأب منهمكًا بقراءة القرآن تلاوةً وتجويدًا، في نهار رمضان الذي يؤمن بأن الأجر يضاعف فيه، انشغل طفله بأمر آخر، استغل الطفل ذلك واختار أن يداعب أباه الذي كان جالسًا على كرسي، بالاختباء وراءه وتغطية عينيه بيديه حتى لا يتمكن من معرفة الفاعل.

حينئذ رفع الأب رأسه محاولًا فهم ما يجري دون جدوى، فلم يكن ذلك ممكنًا إلا إذا تحدث الطفل أو رفع يديه.

وبعد لحظات كشف الابن عن ملابسات الموقف، فتبسم أبوه ضاحكًا، كأنما علم أن طفله الذي أراد مداعبته بهذه الطريقة كان يعبر بها عن لعبة شبيهة كامنة في نفسه، مفادها اختباء مجموعة من الأطفال دون واحد منهم يقع على عاتقه معرفة أماكن وجودهم.