فلسطين أون لاين

يلجأ إليها الأطفال بعد الإفطار

الألعاب النارية.. وسائل ترفيه رمضانية تزعج الغالبية

...
غزة- شيماء العمصي

ما إن ينتهي تناول وجبة الإفطار عقب أذان المغرب خلال شهر رمضان، حتى يقصد بعض الأطفال شوارع تزدحم بأمثالهم سنًّا لإطلاق مفرقعات يرافقها أصوات عالية نتيجة إشعالها، معلنين بذلك فرحتهم وبهجتهم.

بسخطٍ تعبّر أم كرم السوافيري (45 عامًا) من مدينة غزة عن استيائها من صوت الألعاب النارية المتفجرة؛ الذي يبدأ الأطفال اللعب بها بعد تناول طعام الإفطار مباشرة، وتقول في حيرة ودهشة: "هل اشتاق أطفالنا للحروب وأصوات القصف كي يلعبوا بهذه الألعاب؟!".

تتنهد الأربعينية وتقول: "ساق الله على أيام زمان ورمضان زمان، وألعاب رمضان في الماضي، كنا نحمل الفوانيس التي نصنعها من العلب المعدنية بأيدينا، نثقبها بالمسامير ونشعل بداخلها الشموع، ونردد أغاني رمضان، فانوس زمان أجمل من الفانوس البلاستيكي الذي يحمله الأطفال اليوم والمفرقعات التي تزعجنا".

ويعمد كثير من الأطفال إلى اللهو بتلك الألعاب والمفرقعات أمام المساجد، لاسيما في أثناء أداء المصلّين صلاتي العشاء والتراويح، وأيضًا بين الأزقة وعلى أبواب المنازل، وقرب النوافذ الخاصة بالجيران.

وتضيف السوافيري: "ليالي رمضان تتحول إلى ساحة مواجهة بين الأطفال بسبب المفرقعات والألعاب النارية، غير عابئين بما قد تخلفه من إصابات وحروق في الوجه، فعند ذهابي إلى صلاة التراويح أرى الجمع الكبير من الأطفال أمام المسجد، منهم من يشعل "سلكة الجلي"، ومنهم من يشعل المفرقعات ذات الأصوات المخيفة، حتى إننا لا نستطيع أن نخشع في الصلاة بسبب تلك الأصوات".

ويبين الشاب محمد عوض (في الثلاثينات من عمره) في حديث لـ"فلسطين" أنه يشعر بالاستياء من إطلاق الأطفال المفرقعات التي تسبب أذى للمارين بالطرقات، إلى جانب الصوت العالي والضجيج والصخب بسبب الصوت العالي الزائد عن حده خلال اللعب، موضحًا أن من حق الأطفال أن يشعروا بالفرحة والبهجة، ولكن أن تكون مظاهر الفرح خالية من الضرر والأذى.

ويتساءل عوض: "كيف دخلت الألعاب النارية إلى غزة؟!، لابد من توعية الأطفال أضرارها، وتوضيح ما تسببه لهم من مشكلات صحية وهدر للمال"، مطالبًا المعنيين بشن حملة على من يتاجر بها، فضلًا عن توعية المجتمع أضرارها.

"إن هذه الألعاب تتسبب في كثير من الأحيان بوقوع مشاجرات بين الأهالي، وخاصة الجيران، ما يترتب عليه ضعف العلاقات والمودة بين الجيران، أو انقطاعها كليًّا"، وفق قوله.

الناطق باسم الشرطة الفلسطينية المقدم أيمن البطنيجي يؤكد أن الشرطة ضبطت ما يقارب 763 ألف مفرقة، و160 مسدس دمدم قبل شهر رمضان بأسبوع، وأن الكميات الموجودة بغزة قليلة جدًّا مقارنةً بالسنوات السابقة.

ويقول البطنيجي في حديث خاص لـ"فلسطين": "صادرنا كميات لا بأس بها من المفرقعات والألعاب النارية قبل حلول شهر رمضان وفي الأيام الأولى منه، وجارية ملاحقة مصنعي هذه المواد والمتاجرين بها".

ويؤكد البطنيجي أن شرطته وجّهت تعليمات واضحة للتجار بحظر بيع الألعاب النارية والتجارة بها، لما تسببه من إزعاج وضوضاء في الشهر الفضيل، والحوادث الناتجة عنها؛ حفاظًا على الأمن العام، وللحيلولة دون إزعاج المواطنين".

ورغم المحاولات الكثيرة للشرطة بغزة لمنع إدخال تلك المفرقعات تصنع محليًّا، وتلك أبرز العراقل التي تواجه عمل الشرطة، في وقت يبيعها فيه العديد من التجار في متاجرهم سعيًا لجني الأرباح على حساب الناس وراحتهم.

ووفقًا لما يذكره البطنيجي إن تصنيع تلك المواد سهل جدًّا، حتى داخل البيوت، معربًا عن أمله في أن تنزل النيابة العامة أقصى العقوبات بتجار تلك الألعاب الخطرة ومصنعيها.