فلسطين أون لاين

​(إسرائيل) فوق القانون..!!

...
رشيد حسن - صحيفة الدستور الأردنية

القاضي غولدستون، رئيس البعثة الدولية للتحقيق في جرائم الاحتلال، اعتبر أن سر استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم، وفي شن حرب ابادة على الشعب الفلسطيني، وفي استمرار التطهير العرقي واستعمال الاسلحة المحرمة «الفوسفور الابيض» هو: الافلات من المساءلة الدولية، والافلات من العقاب..

القاضي الجنوب افريقي «غولدستون» ادان العدو الصهيوني في تفريره المشهور، والمنشور في 2 أكتوبر، وطالب بتحويل المسؤولين الاسرائيليين عن الجرائم التي ارتكبت في العدوان على غزة 2008 الى الجنائية الدولية، وصوتت «144» دولة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لصالح القرار. ولكنه مع الاسف أجهض لتهديد اميركا «بالفيتو»..

غولدستون كان حينها متفائلا، لا بل مغرقا في التفاؤل، حينما اعتبر «ان زمن افلات اسرائيل من المساءلة والعقاب قد ولى « اذ سرعان ما التفت اميركا على التقرير، وسحبته من المنظمات الدولية، واصبح اثرا بعد عين..!!

وها هي اسرائيل مستمرة في انتهاكها للقانون الدولي، ولحقوق الانسان الفلسطيني.. ومستمرة في اقتراف جريمة التطهير العرقي، وفي شن حرب ابادة على الشعب الفلسطيني، وعلى مدار الساعة..

وهو ما جعل كثيرون يرددون ان اسرائيل فوق القانون الدولي...!!

واذا كانت هذه هي الحقيقة الساطعة..

فمن الذي حماها.. ويحميها من العقوبات الدولية؟؟ مما جعلها تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي؟؟

إن استعراضا سريعا لتاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وخلال السبعين سنة الماضية.. نجد ان العصابات الصهيونية ارتكبت جرائم حرب , وحرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني.. امام سمع وبصر العالم كله.. وامام سمع وبصر دولة الانتداب «بريطانيا».. وامام سمع وبصر الامم المتحدة ومجلس الامن، وامام سمع وبصر لجان الهدنة التي شاهدت وشهدت احيانا ارتكاب هذه المجازر... بدءا من دير ياسين، وليس انتهاء بالطيرة والدوايمة واللد والرملة.. وصبرا وشاتيلا.. إلخ.

لجان الهدنة وثقت هذه الجرائم، كما يؤكد المؤرخ الاسرائيلي "ايلات بابيه" في كتابه المشهور «جرائم التطهير العرقي في فلسطين « الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية ط 2007. ويؤكد تآمر دولة الانتداب، وتواطأها مع هذه العصابات، ويشير بشكل موسع كيف تآمرالقائد الانجليزي لحيفا، وخدع العرب.. وانسحب قبل الموعد المحدد والمتفق عليه مع الفعاليات الوطنية في حيفا، وترك المدينة نهبا لعصابات الهاغاناة، التي ارتكبت ابشع جرائم القتل الجماعي، باستعمال الباراميل المعبئة بالمتفجرات، ودحرجتها من جبل الكرمل الى قاع المدينة، لقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، ودفعهم للهروب من المدينة الى منطقة الميناء..

ويشير «بابيه» الى دور بريطانيا في تسليح العصابات الصهيونية، وفي ارسال ضباط لتدريبهم على حرب العصابات والقتال ليلا، كل ذلك لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد اشترطت بريطانيا على عصبة الامم، ان يتضمن صك انتدابها على فلسطين، كما يقول المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي في كتابه «القفص الحديدي « اشترطت تنفيذ وعد بلفور، واقامة دولة لليهود على ارض فلسطين.

ان افلات الكيان الصهيوني الغاصب من العقوبات الدولية، لم يتم صدفة، بل هو سياسة مبرمجة، وإستراتيجية ثابتة للدول التي اقامت هذا الكيان، ودعمته ولا تزال.. ونعني بريطانيا اولا.. التي اقامت هذا الكيان، ثم انسحبت بعد ان ضمنت له شروط الاستمرار والبقاء، لتقوم اميركا بالدور المطلوب.. دعما وحماية..

ان استعراضا سريعا لقرارات «الفيتو» وهي أكثر من «50» قرارا، اتخذتها واشنطن لحماية اسرائيل من المساءلة والعقوبات الدولية، يبين لنا دور اميركا في حماية الجريمة، وفي حماية حروب الابادة التي شنتها ولا تزال تشنها العصابات الصهيونية..

ان دور اميركا لم يحمِ اسرائيل من العقوبات الدولية فحسب، بل شجعها على الاستمرار في ارتكاب المجازر والمذابح، وشجعها على رفض القرارات الدولية... وشجعها لتصبح دولة ارهاب لا يجرؤ احد على محاسبتها.

باختصار.. ستبقى اسرائيل فوق القانون.. تمارس ارهاب الدولة امام سمع وبصر العالم، ما دامت في جيب الكنغر الاميركي، تحميها الدولة الأكبر والأقوى في العالم، تمدّها بكل أسباب وأدوات الجريمة، وتحميها وتظلّلها بخيمة «الفيتو»..