فلسطين أون لاين

​لأن العقاب لن يُعيد "نجوى" كان العفو هو الأجدى

...
غزة/ صفاء عاشور:

كانت الفرحة تعم الشارع بأكمله، فاليوم فرح أهل الجيران المقابل لمنزل الطفلة نجوى سلمان، كلٌّ يتجهز والحركة لا تتوقف ذهابًا وإيابًا، سيارات تحمل المدعوين وأخرى تأخذ من يريدون المغادرة، وعلى جانب أحد البيوت وقفت نجوى.

نجوى فتاة في الثالثة من العمر جذبها صوت الموسيقا العالية، فأحبت أن تشاهد ما يحصل في الشارع، وما كان منها أن خرجت لترى العالم في الخارج كيف يكون، حركة في كل مكان وصوت موسيقا عالٍ تاهت خلالهما نجوى.

دقائق معدودة وانقلب صوت الموسيقا إلى صراخ وأصوات عالية، فـ"نجوى" وقعت ضحية عملية دعس بالخطأ، توقفت البلبلة لتنقل الفتاة بعدها مباشرة إلى المستشفى لتُعلن وفاتها، مشاعر مختلطة وصعبة لدى عائلتها التي فقدت أصغر فتياتها.

والد الفتاة محمد سلمان من بيت لاهيا أوضح أن نجوى توفيت قبل عامين، في 2017م، عندما خرجت ووقفت على باب المنزل لتتفرج على مظاهر الفرح الذي كان بجوار البيت، لافتًا إلى أن سائق إحدى السيارات قد دعسها بالخطأ.

وقال سلمان لـ"فلسطين": "كانت في البداية مشاعر الغضب تسيطر عليّ، ولكنها سرعان ما زالت، فما أخذه الله لن يعيده إنسان، ونجوى ذهبت إلى خالقها، وأي تصرف سأقوم به لن يعيدها إلى الحياة".

وأضاف سلمان: "العائلة التي ارتكب أحد أبنائها الحادث لم يكن بيننا وبينها أي مشاكل، ولن يكون هناك أي نية مبيتة لقتل ابنتي؛ فلا داعي لأن تبدأ المشاكل وتكبر؛ فلا نستطيع العيش متجاورين بعد ذلك".

وأكد أنه بعد وفاة ابنته أعلن مباشرة أنه سامح الشاب الذي ارتكب الحادث، وأن الأمر حصل بالخطأ، ولم يطالب بأي عوض، مشيرًا إلى أن من العادات والتقاليد المعروفة في بيت لاهيا أن الناس لا تقبل العوض في هذه القضايا.

وشدد سلمان على أنه لا يوجد شيء في الحياة يمكن أن يعوضه عن ابنته أو يوازي حياتها، ولذلك تنازل عن حقه في الدنيا من أجل أن ينال رضا الله، والعوض عن هذا المصاب في الآخرة.