فلسطين أون لاين

إدارة ترامب والأونروا


قال السفير الياباني (تاكيشو اوكويو) لدى السلطة: إن لغزة مكانًا خاصًا في قلب الشعب الياباني", و"أقول لأهل غزة لا تيأسوا ولا تستسلموا وأؤكد أننا نستمد الطاقة والإيجابية والإبداع منكم", و"غزة عزيزة على اليابان ونحبها ويجب أن تنهض وتتقدم وقدمنا الكثير من المساعدات لها وسنواصل تقديمها".

أولًا شكرًا للسفير الياباني، وشكرًا لما تقدمه دولته من مساعدات للاجئين الفلسطينيين، ومن بدهيات الأمر أن السكان في غزة وفلسطين يحترمون التجربة اليابانية، ويؤدون الإفادة منها في ضوء واقع قطاع غزة وبقية الأرض المحتلة، غير أن مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) الفلسطينيين "بيير كرهينبول", يحمل تصورًا سوداويًا عن المشهد العام في غزة على الأقل، حيث قال في اجتماعه مع السفير الياباني:

"إن الحصار المفروض على قطاع غزة، الذي يدخل عامه العاشر، له تكلفة عالية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للاجئين الفلسطينيين وسكان قطاع غزة بصفة عامة. وأنه لا أحد يريد لغزة أن تعيش حربًا أخرى لأن التكاليف الإنسانية غير محتملة، وأن سكان غزة هم مواطنون في هذا العالم ولهم حقوق يجب احترامها". وحذر في الوقت ذاته من تدهور الأوضاع الحياتية والنفسية للسكان؟! ونوه إلى خطورة مشكلة المياه، وهل ستكون في غزة مياه آمنة وصالحة للشرب خلال السنوات الثلاث القادمة حتى عام 2020 أم لا؟".

وعقب على ما يتردد من قيام الرئيس الأميركي الجديد بقطع المساعدات عن الأونروا قائلًا: "إننا نراقب عن قرب كل ما يجري في واشنطن، ولكن لا قرارات اتخذت، حتى الآن، وأقول: إن الإدارات الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية تعاملت بصورة جيدة مع الأونروا، وأميركا هي أكبر مانح فردي للأونروا", موضحًا "أنه لا يستطيع أن يخمن الآن ما سيحدث ولكننا نراقب؟!".

ونحن مثله لا نستطيع أن نخمن جيدًا ماذا سيفعل ترامب في قادم الأيام، ولكننا نشعر بقلق كبير من عقلية المصارع التي تسكنه، ومن عقلية المنحاز بشكل عنصري وكلي تقريبًا لدولة (إسرائيل). وهذا جدير أن يحمل الأونروا المسئولية في مواجهة هذه التهديدات والمحتملة، وألّا تقف الأونروا موقف سيارة الإطفاء بعد اشتعال النيران في المخزن مثلًا.

إن للبطالة تأثيرات مدمرة على كافة المستويات المعيشية وكرامة الإنسان عندما لا يستطيع رب عائلة أن يوفر لأولاده معيشتهم، إضافة إلى تأثيراتها النفسية والعقلية المدمرة. ومع ذلك لم تستطع الأونروا تقديم مقاربة للحل عبر تجنيد الأمم المتحدة، التي رفض أمينها العام الحصار على غزة وطالب برفعه.