فلسطين أون لاين

قصف الاحتلال غزة أضاع بهجة فوانيس رمضان

...
غزة/ أسماء صرصور:

رمضان هذا العام جاء مختلفًا على قطاع غزة، فتجهيزات كثير من الناس توقفت عند اللحظات الأخيرة قبيل بدايته، وكل الأنظار كانت متوجهة لمتابعة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، ما أثر سلبًا على قطاعات اقتصادية عدة.

ومما تأثر رغبة الناس في اشتراء فوانيس رمضان التي يحرص كثيرون على ابتياعها لما تضفيه من منظر جمالي في المنزل، وتدخل البهجة على قلوب الكبار قبل الصغار.

"فلسطين" تحدثت إلى صانع الفوانيس معتز سكر (30 عامًا، صاحب مكتبة ومطبعة سابقًا) عن صناعة الفوانيس الرمضانية، وإقبال الناس عليها.

ويقول سكر: "بسبب قلة فرص العمل، والوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به قطاع غزة؛ قررت فعل أي شيء ولو بأقل القليل، مع صديقي شريف حمادة وبسام أبو العين"، مبينًا أنه وصديقيه جمعوا بعض النقود لاشتراء المواد الخام اللازمة لصناعة الفوانيس.

قبل شهر من بداية رمضان –كما يقول- تبدأ مسيرة صنع الفوانيس، وبالمال القليل الذي يجمعه ثلاثي الصداقة يشترون الخشب والقماش والدبابيس واللمبات وأسلاك الكهرباء والبراغي والمسامير وغيرها من المعدات اللازمة، ويستعيرون بعض الأشياء مثل المنشار ومولد كهربائي.

صناعته تمتد قرابة الساعة الكاملة، بتكلفة تصل إلى 25 شيكلًا، وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة اضطر إلى بيعه فقط بـ35 شيكلًا، فيكون نصيب كل فرد من ثلاثي الصداقة ثلاثة شواكل فقط.

ويستدرك بقوله: "هذا العام –يا للأسف!- لم نستطع بيع كل المنتج؛ بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي قبيل رمضان، ما قتل بهجة الشهر الفضيل، إضافة إلى عدم وجود سيولة مادية في يد الناس"، ما اضطرهم إلى نشر صور الفوانيس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبيعها بسعر التكلفة بـ25 شيكلًا، أو 20 شيكل في أحيان أخرى.

ويقول سكر: "يتمنى الناس الحصول على فانوس للشعور بأجواء رمضان، لكن ما باليد حيلة، فيأتي بعض الأشخاص يطلبون مني فانوسًا صغيرًا للأطفال، فأعطيهم فانوسًا يصل طوله إلى متر كامل بـ20 شيكلًا".

ويعقد مقارنة بسيطة بالفوانيس الصينية الصنع: "الفانوس الفلسطيني أقل سعرًا، فسعر الفانوس الصيني يراوح ثمنه من 80 شيكلًا إلى 150 شيكلًا، وفوانيس الأطفال الصينية الصغيرة يبلغ ثمن الواحد منها 25 شيكلًا".

ويوضح سكر أن الفانوس المصنوع يدويًّا يتميز عن الذي في الأسواق، فالفوانيس الموجودة كلها ذات شكل رباعي أو خماسي، ولا يوجد سداسي مثل المنتج الخاص بهم، مشيرًا إلى أن قلة الإمكانات والمعدات وعدم توافر الكهرباء دائمًا لا يسمحان لهم إلا بصنع 6 فوانيس يوميًّا.