فلسطين أون لاين

في بلجيكا.. الإمساكية تحل محل صوت الأذان

...
الشاب المغترب يونس أبو عيطة
بروكسل– غزة/ أسماء صرصور:

هل تتخيلك صائمًا دون أن تسمع صوت المؤذن لتعرف أن موعد الإفطار حلّ؟، في بلجيكا لا داعي للتخيل، فهذه حقيقة واقعة يعيشها المغترب فيها منذ ثلاث سنوات ونصف يونس أبو عيطة (31 عامًا).

ويوضح أبو عيطة لـ"فلسطين" أن أهم خطوة لأي مغترب الحصول على إمساكية صحيحة لشهر رمضان الكريم، والعثور على مسجد قريب أو على الأقل يمكن الوصول إليه، "عدا ذلك الاستعدادات عادية لكل عائلة من لوازم ومشتريات الشهر الفضيل"، كما يقول.

ويلفت إلى أن المساجد منتشرة في عدد كبير من المدن البلجيكية تقريبًا، مؤكدًا أن هذا عنصر مساعد وفعّال لإحياء الأجواء الرمضانية، مضيفًا: "لكن غياب الأذان أمر سيئ، فنحن نفتقد سماع صوت الأذان وصلاة التراويح".

وبعض المدن التي لا يوجد فيها مساجد يضطر المسلمون فيها أحيانًا إلى التنقل في المواصلات ما يقارب الساعة أو الساعتين للوصول إلى أقرب مسجد، كما يقول أبو عيطة.

وفي محيط يخلو من الأصوات الأساسية والمؤثرات الدينية كالأذان، مع مجاورة سكان غير مسلمين، يغدو الحفاظ على الأجواء الرمضانية صعبًا بعض الشيء، بحسب ما يوضح، ويلفت إلى أن هناك من يعلق الزينة الرمضانية في بعض الشوارع العامة، ولافتات رمضانية، غير أن هذا يكثر فقط في المدن التي بها جاليات عربية.

ويبين أبو عيطة أنه يحافظ على الأجواء العائلية في منزله، مضيفًا: "ساعات الصيام تقارب 19 ساعة يوميًّا، وهي مدة طويلة وشاقة، ويبقى استثمار الوقت على حسب العادات والطقوس الدينية لكل شخص من صلاة وقراءة قرآن وتسبيح، أما اليوم إجمالاً فهو يوم عادي من العمل وقضاء الحاجات وإنجاز الأعمال، حتى يوم الجمعة".

ويشير إلى أن الكثير من الأكلات الفلسطينية الرمضانية التي اعتاد تناولها على وجبات السحور، ومأكولات الإفطار، حتى الحلويات الرمضانية، جزء كبير منها يتوافر في المحلات العربية، وبعضها يمكن شراؤه من مواقع عربية عبر الإنترنت، أما القطائف الحلوى الرسمية لرمضان فيمكن إعدادها في المنزل، يقول أبو عيطة: "نتكبد بعض العناء، ولكن الحصول على الجو الرمضاني يستحق".

وينبه إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية المتعددة للهواتف المحمولة والحواسيب بما توفره من مكالمات فيديو وصوت كسرت جزءًا من حاجز الغربة، وصنعت حلقة وصل، ومع ذلك لا شيء أبدًا -في نظره- يمكنه تعويض الجمعة العائلية واللمة الحقيقية.

ويختم أبو عيطة بقوله: "ماذا أفتقد من ريح الوطن؟!، أفتقد كل فلسطين، أعتقد أن هذا سؤال صعب على أي مغترب، وكأنك تضغط على وجعه"، متابعًا: "نحن نفتقد الأهل واللمة العائلية، وبهجة الشوارع والأطفال الصغار، ونفتقد صوت الأذان وتهجدات الصلوات".