فلسطين أون لاين

أجواء رمضانية إيمانية تقضيها الغزِّية جنان الرقب في أندونيسيا

...
الشابة الغزية جنان الرقب
غزة/ نور الدين صالح:

أجواء إيمانية وروحانية تعيشها المواطنة الغزية جنان الرقب (23 عامًا) في دولة أندونيسيا خلال شهر رمضان المبارك، برفقة زوجها.

"الرقب" هي شابة فلسطينية من قطاع غزة، شاءت الأقدار لها أن تتزوج من شاب أندونيسي الجنسية، ثم رافقته إلى حيث دولته الأم، لتقضي معه حياة زوجية وفق تقاليد وعادات تختلف عن وطنها الأم.

تتجلى حلاوة أجواء رمضان في أندونيسيا حينما تضج جميع المساجد بالدعاء والتهليل عبر مكبرات الصوت كل يوم قبيل رفع أذان المغرب، حيث راحة البال والنفسية، كما تروي الرقب لمراسل صحيفة "فلسطين".

رمضان هذا العام هو الثالث للرقب برفقة زوجها في بلده، تقول: "كم أنا سعيدة بقضاء رمضان في أندونيسيا؛ لما له من أجواء إيمانية خاصة، رغم اختلاف العادات والتقاليد عن غزة".

مع اقتراب موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي لدولتهم، تتوجه جنان لتحضير سفرة رمضان، محاولة خلق أجواء كما كانت بين أفراد عائلتها في قطاع غزة.

وتبين إنها تحضر سفرة رمضانية تضم بعض الأطعمة والأشربة التي تجمع ما بين عادات أندونيسيا وقطاع غزة، ثم تجلس برفقة زوجها وطفلها الوحيد.

وتحكي أن الشعب الأندونيسي لديه بعض العادات المختلفة عن قطاع غزة وقت الإفطار، فاعتادوا أن يبدؤوا إفطارهم بتناول حبات التمر وحفنة من الماء والحساء فقط، ثم يتوجهوا للمساجد لأداء صلاة التراويح.

وتُضيف: "بعد الانتهاء من صلاة التراويح يتوجهون لبيوتهم لتناول طعام الإفطار"، مشيرة إلى أن الهدف من هذه العادة هو "أن يُصلي الصائم خفيفًا ويكون متفرغًا للعبادة".

وتذكر أن أبرز ما يُميز الشعب الأندونيسي هو حجم التكافل بينهم، فيوميًّا ينظم إفطار جماعي في المساجد.

وكأي مواطنة تركت بلدها الأم تفتقد "لمّة عائلتها" في غزة حول مائدة الإفطار، فتقول: "أشتاق إلى سفرة أهلي ومأكولات والدتي العربية الموجودة".

كما تشتاق إلى الزيارات العائلية وصلة الأرحام؛ فهي غير موجودة في أندونيسيا لبُعد المسافات والطرق هناك، وعدم وجود الأقارب، حسب حديثها.

وتشير إلى أن المواطنين يكتفون باللقاء في المساجد خلال أداء الصلوات، وخاصة التراويح، في حين أن الرجال يجتمعون في حلقات يومية للقرآن الكريم والدروس الدينية بعد صلاة الفجر.

وتتابع: "إن الشعب الأندونيسي يحب أهل فلسطين كثيرًا، لذلك أتلقى دعوات لولائم إفطار من عائلات أندونيسية عدّة، وهو ما يُدخل الفرحة والسعادة إلى قلبي".

ومن الأكلات المشهورة في أندونيسيا التي تتزين بها موائدهم في رمضان "ناسي قورقن"، نوع من الحلوى يشبه القطائف في غزة، كما تقول الرقب، وهو ما جعلها تحبه لأنه يُذكرها غزة وحلوياتها.

وتفتقد الرقب وجود المخللات بجميع أصنافها وأنواعها، على مائدة إفطار رمضان في أندونيسيا.

وتسرد أحد المواقف التي مرّت بها هناك، أن عائلة أندونيسية دعتها إلى مائدة الإفطار برفقة زوجها، فكانت المفاجأة أنها صنعت لها مأكولات عربية، وانطلقت هي إلى مساعدتها في إعداد الطعام من كثرة شوقها، مشيرةً إلى أنها صنعت بعض المأكولات المفضلة لديها، مثل: أرز الكبسة، والمقلوبة، وورق العنب.