هدد أصحاب المنازل التي دمرتها الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة صيف 2014 بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية من أجل إعادة صرف بدل الإيجار المتوقف منذ أحد عشر شهرًا، وإعادة إعمار منازلهم.
ولليوم الـ29 على التوالي، تواصل 70 عائلة، بينهم نساء وأطفال وكبار بالسن، اعتصامها المفتوح أمام مكتب رئيس المنطقة الشمالية بوكالة الغوث الدولية، للمطالبة بإعادة إعمار وتأهيل منازلهم المدمرة خلال حرب 2014.
وكان المتحدث باسم وكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة، أكد في تصريحات صحفية، عدم وجود موارد مالية لدفع بدل إيجارات للمواطنين الذين هدمت منازلهم في عام 2014 بسبب وقف الإدارة الأمريكية دعم برنامج الطوارئ، حيث كانت تقدم 360 مليون دولار لميزانية الوكالة منها 90 مليونًا لدعم برنامج الطوارئ في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مطالبهم عادلة
وقال محمد عزيمة، وهو أحد المعتصمين: إن أصحاب المنازل المهدمة قرروا تصعيد خطواتهم الاحتجاجية ضد إدارة "أونروا"، مرجعًا ذلك "لتجاهل المؤسسة الدولية لمطالبنا العادلة".
وأشار عزيمة، لصحيفة "فلسطين" إلى أن كل محاولات أصحاب المنازل المدمرة لدفع الوكالة لإنهاء معاناتنا وإعادة صرف بدل الإيجار المتوقف منذ أحد عشر شهرًا باءت بالفشل؛ ما دفع الأهالي للتصعيد.
وبين أن الأهالي سينقلون عفشهم إلى مقر الاعتصام حتى الاستجابة لمطالبهم العادلة، مشددًا على أنهم لن يتراجعوا إلا بتحقيق مطالبهم، واصفًا أوضاع الأسرى بأنها مأساوية جراء طردهم من منازلهم المستأجرة وعدم قدرتهم على توفير أدنى احتياجاتهم.
واستغرب صمت وتجاهل "أونروا" معاناتهم منذ 11 شهرًا و29 يومًا على التوالي، وكذلك اعتصامهم في مقرها، داعيًا الفصائل الفلسطينية والمعنيين كافة بشؤون اللاجئين للوقوف إلى جانب أصحاب المنازل المدمرة وإنهاء معاناتهم.
أوضاع مأساوية
بدوره، أكد المتحدث باسم المعتصمين محمد الغرباوي، أن عدم إنهاء معاناتهم دفعهم للتصعيد أمام خطواتهم مقر الوكالة الأممية لدفعها إلى إيجاد حل لها.
وأشار الغرباوي إلى انتشار الحشرات والقوارض في مكان اعتصامهم، وأن أحد الأطفال تعرض لعضة أحد القوارض، وهو نائم الليلة الماضية.
وقال: "لن يتراجع الأهالي عن خطواتهم التصعيدية حتى تستجيب الوكالة لمطالبهم وتنهي معاناتهم"، منبهًا على أن أصحاب المنازل المدمرة يطالبون برحيل مدير عمليات وكالة الغوث ماتياس شمالي.
وذكر أنه بعد 29 يومًا من الاعتصام وبعد لقاءات عديدة مع مسؤولين بالداخل والخارج وانتظار المفوض العام ووعود لحل هذه القضية "أبلغنا بأنه لا يوجد حل"، متسائلًا عن حال الأسر التي بقيت بلا حول ولا قوة بعدما طردها المؤجرون نتيجة تراكم الديون.
ولفت إلى أنه سيتم تنظيم مؤتمر صحفي خلال الأيام القادمة للإعلان عن خطواتهم التصعيدية، داعيًا الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية للوقوف إلى جانبهم.
وبحسب الإحصاءات الرسمية دمّر الاحتلال 2358 منزلًا تدميرًا كليًا، و13644 منزلًا تدميرًا جزئيًا، ولم تعد تلك المنازل صالحة للسكن، بالإضافة إلى تدمير 60 مسجدًا كليًا و109 مساجد جزئيًا، كما دمر برجين سكنيين وبرجين تجاريين كانت تضم مكاتب للصحافيين.
على مدار الأعوام الماضية، كانت تدفع بدل إيجارات لصالح آلاف الأسر الغزية في، إلا أنها توقف قبل 11 شهرًا تحت ذريعة الأزمة المالية، الأمر الذي وضع العائلات المدمرة منازلها كليًا ولم تتم إعادة إعمارها أمام موقف صعب.
ورغم تجاوز "الأونروا" أزمة التمويل للعام الماضي إلا أنها لم تعد أيًا من برامج المساعدات التي كانت تقدمها.
وتشير المعطيات إلى أن إجمالي عدد الأسر التي تحصل على بدل إيجار من "أونروا" يبلغ 1620 أسرة.
وقالت الأمم المتحدة، في وقت سابق، إن "أونروا" تحتاج 217 مليون دولار، محذرة من احتمال أن تضطر الوكالة لخفض برامجها بشكل حاد، والتي تتضمن مساعدات غذائية ودوائية.