فلسطين أون لاين

مختصان: فحص الاتحاد الأوروبي للمنهاج الفلسطيني انحياز للرواية الإسرائيلية

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ خضر عبد العال:

أكد مختصان فلسطينيان أن تصريحات الاتحاد الأوروبي حول فحص كتب المنهاج الفلسطيني، هو تدخل سافر، وانحياز لسلطات الاحتلال الإسرائيلية واستجابة لضغوطها المستمرة، من أجل تشويه وتزوير وشطب التاريخ الفلسطيني.

وشدد المختصان أحدهما سياسي وآخر تربوي على رفض تدخل الاتحاد الأوروبي الذي يهدف لتنفيذ أجندات الاحتلال.

ومؤخرًا صرّحت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "فيديريكا موغيريني"، بتعهد الاتحاد الأوروبي فحص كتب المنهاج الفلسطيني والتحقق من إمكانية وجود ما أسمته "تحريض" في محتواها.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي ينوي إجراء دراسة أكاديمية تهدف إلى تقديم تحليلٍ شاملٍ وموضوعيٍ للكتب المدرسية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الدراسة ستستند إلى المعايير الدولية، مثل المناهج التي توصي بها اليونسكو التي تعتمد "السلام والتسامح واللاعنف".

قضية وطنية

ورفض رئيس مركز المنهاج الفلسطينية، ثروت زيد أي صيغ تحقيقية في محتوى المنهاج التعليمي الفلسطيني.

وقال زيد لصحيفة "فلسطين": إن السلطة الفلسطينية لا تمانع أي عملية تقييم للمنهاج الفلسطيني الذي "نفتخر بمحتواه، وأي ملاحظات ايجابية تحسّن هذا المنهاج نأخذ بها، وأي ملاحظات تقلل من قيمته نلفظها".

وأكد أن تدخل الاتحاد الأوروبي جاء استجابة لمنظمة الأيباك الإسرائيلية، وليس الغرض منه التقويم والتعديل لمصلحة المنهاج، وإنما بهدف الانتقاص من قيمة المنهاج الفلسطيني.

وبين زيد أن العملية غير متعلقة بالجانب التربوي بقدر ارتباطها بدوافع سياسية الغرض منها زيادة الضغط على الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن المنهاج الفلسطيني يأتي في السياق الوطني الفلسطيني الهادف لتحقيق غايات الفلسطينيين وتعميق وعي الطلبة بقضيتهم الفلسطينية وثوابتها.

وتشير معطيات نشرتها صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، إلى أن عملية الفحص ستشمل 200 كتابٍ من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، بمزاعم شموله على محتوى تحريضي يخالف المعايير الدولية للتعليم ومنها "معايير اليونسكو للسلام والتسامح وغير العنف في التعليم".

دعم للرواية الإسرائيلية

في حين عدّ المحلل السياسي راسم عبيدات، الخطوة الأوروبية "تدخلا سافرا واصطفافا إلى جانب (إسرائيل) وليس انحيازًا فقط".

وقال عبيدات لـ"فلسطين": "هذا الاصطفاف لامسناه في العدوان الأخير على قطاع غزة، عندما قالت موغيريني: "يجب وقف الصواريخ الفلسطينية التي تقصف (إسرائيل)"، في حين لم تدِن استمرار الحصار، وعمليات القتل والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

ودعا عبيدات الاتحاد الأوروبي لفحص الكتب والمنهاج الإسرائيلية وخصوصًا التي تدرس في مدارس "الحرديم" اليهودية التلمودية المتطرفة، والتي تحرض على كراهية وقتل الشعب الفلسطيني, وتتعمد دومًا نشر الروايات الإسرائيلية.

ويرى عبيدات أن ثمة تداعيات خطيرة لهذا الأمر، أبرزها: تدخل الاتحاد الاوروبي بالمنهاج الفلسطيني، وبالتالي تجريده من الحديث عن الانتماء والهوية والثقافة والرواية الفلسطينية، ما يعني أن الاتحاد يريد تطبيق سياسة الاحتلال بوجود منهاج فلسطيني بمحتوى فارغ من القيموالمبادئ الفلسطينية.

ونوه إلى أن التوجهات التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي تعد مؤشرًا خطيرًا في تاريخ القضية الفلسطينية، موضحًا أن هذا التدخل يؤكد تكامل دوره مع الاحتلال ليكشف عن وجهه الحقيقي في الدفاع عن الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين.

وأشار إلى أن هذا التدخل لم يقتصر على المنهاج الفلسطيني بل تعدّى الأمر لتجريم حركة المقاطعة (BDS) واعتبار أنشطتها معادية للسامية، من قبل البرلمان الألماني مؤخرًا.

وشدد عبيدات على ضرورة مواجهة الأخطار ضمن استراتيجية فلسطينية شاملة، فالمنهاج الفلسطيني يلعب دورًا أساسيَّا في خلق وعي وطني في الذاكرة الجمعية الفلسطينية.