لا يمكن عزل ما يدور حول القضية الفلسطينية من تحركات عن تركيبة وأحداث الصراع مع دولة الكيان الصهيوني، ومن الصعب فصل هذه الإجراءات والمخططات التي يقوم بها جيش الاحتلال على الأرض من أفعال تستهدف قضيتنا الفلسطينية، ومن هنا أصبح علينا كفلسطينيين أن نجد طرقًا وأساليب تحقق لنا انتصارًا حقيقيًّا أمام الإجرام الصهيوني وهو الأمر الذي أبدعت فيه المقاومة مبكرًا فكانت مقاومة منظمة ومرتبطة بضوابط دقيقة تحكم عملها في مواجهة العدوان الصهيوني الماكر، فتنوعت إبداعاتها من حيث الوسائل والأدوات والمهارات التي تمتع بها كوادرها.
1- إن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية هو تعبير عملي عن مطالبة أصحاب الحق بحقهم، ومن أجل ذلك استنهضت المقاومة الحالة الثورية لمواجهة المشاريع الصهيونية والتي باتت تهدد القضية الفلسطينية في ظل الحديث عن صفقة القرن التي تلقى دعم عدة أنظمة عربية من المطبعين مع دولة الكيان الصهيوني، ولعل أبرز دليل على ذلك دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى مؤتمر اقتصادي في مملكة البحرين نهاية يونيو/حزيران المقبل وذلك بحسب وكالات إعلام دولية أكدت أن هذا المؤتمر سيكون الشق الاقتصادي لصفقة القرن والتي سيرأسها كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، ومبعوثه جاسون غرينبيلات يأتي ذلك كله كتحرك معادي للقضية الفلسطينية بعدما شهدت المنطقة العديد من الإشارات الدالة على تراجع الدعم العربي الرسمي للقضية الفلسطينية وتواطؤ عدد من الدول مع صفقة القرن الصهيوأمريكية.
2- يجب أن يكون للشعوب العربية تحركات رافضة لسياسة التطبيع مع دولة الكيان الصهيونية في الدول العربية والإسلامية وخصوصًا الشعب البحريني التي ستشهد المؤتمر الاقتصادي وسيجمع خلاله عددًا من وزراء المالية بمجموعة من الاقتصاديين البارزين في المنطقة والذي سيصبح جزءًا من صفقة القرن، حيث إن هذه المؤتمرات تأتي لتحقيق الرؤية الصهيونية على حساب الحق الفلسطيني ولا تزال الأيام تمضي لتكشف العديد من الأنظمة التي ما زالت تطبع مع الاحتلال خدمة لكرسي الحكم وخدمة للمال.
3- الشعب الفلسطيني يزداد تمسكا بالمقاومة بعدما اكتشف زيف كل الطرق الأخرى التي لم تعد له حقوقه وأصبح شعبنا أكثر التفافًا حول خيار المقاومة لاستعادة الحقوق الوطنية كاملة لا منقوصة ولا متجزأة، فالمقاومة اليوم تمثل لدى شعبنا درعا تحميه وسيفا يدافع عنه في وجه العدو الصهيوني، في ظل دفاع المجتمع الغربي عن الاحتلال الصهيوني لأرضنا ومن هذا الأمر زاد من إصرار شعبنا على استعادة حقوقه فكانت حكمة المقاومة في السير في طريق العز والكرامة لحماية شعبنا واسترجاع حقوقه المسلوبة من خلال استمرارية عمليات المقاومة.
4- صرخ المجرم الصهيوني بنيامين نتنياهو ومن خلفه اليمين الصهيوني المتطرف بأنه سيزيد حجم السيادة الصهيونية لدولة الكيان الصهيوني وأمام ذلك فإن المشهد الدولي داعم لرؤية اللوبي الصهيوني الذي ينفذ مخططات اليمين الصهيوني وعليه فإن القادم سيكون مزيد من الجرائم ومزيد من التغول الصهيوني على الأرض والحق الفلسطيني وهو الأمر الذي ستسعي له أي حكومة صهيونية قادمة لأن هذه المخططات مبادئ راسخة لدى الكل الصهيوني داخل دولة الكيان كلهم مجرمون وكلهم قتلة وكلهم لصوص يخدمون مخططاتهم الدموية الإجرامية ضد شعبنا الفلسطيني.
5- المقاومة الفلسطينية تدرك التحدي الكبير الذي تمر به قضيتنا في ظل تنكر العدو الصهيوني للحقوق الفلسطينية واستمرار الحصار على قطاع غزة وتعمل المقاومة علي كسر هذه المؤامرات الصهيونية من خلال إجراءاتها وعملياتها لوعيها بأن السياسة الوطنية تركز علي حماية شعبنا واستعادة حقوقه بقيادة أمينة ومخلصة لحقوقه.
إن مفتاح الهزيمة للعدو الصهيوني وضرب أمنه وتحقيق انتصار عميق هو استمرار المقاومة في تعزيز قدراتها وتطويرها، وهو الأمر الذي يرهب العدو الصهيوني ويقض مضاجعه أمام التطور المستمر الذي شاهد ولمس الاحتلال آثاره في الجولة الأخيرة من خلال الأدوات النضالية الجديدة التي أثبتت أن المقاومة نجحت في حرب العقول ولاتزال، لأن الأوضاع الحالية هي مقدمات لمعركة وعد الآخرة التي سننتصر فيها، لأن هذا وعد الله، ومن هنا علينا أن ندرك أن مقومات النصر لدينا كثيرة، وعلينا أن نحسن استخدامها وتوظيفها لخدمة مشروعنا الوطني الفلسطيني.