بقلب مجروح يروي رياض ولويل (65 عامًا) من مدينة قلقيلية كيف أخرجت شرطة الاحتلال المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك قبل أيام بالقوة، وأبقتهم خارج أبوابه حتى ساعات الفجر.
يقول الشيخ ولويل لـ"فلسطين" (وهو معلم متقاعد): "في كل عام أنوي الاعتكاف في المسجد الأقصى في شهر رمضان، وبعد وصولي إليه جهزت نفسي للاعتكاف، وفي اليوم التالي بعد انتهاء صلاة التراويح توجهنا إلى المصلى المرواني للمبيت فيه وقيام الليل بعد ذلك؛ وما إن وصلنا إلى المصلى المرواني حتى جاء الحارس يخبرنا بعدم سماح شرطة الاحتلال بالمبيت، وعلى الجميع الخروج من المسجد، وبعد سماع هذا الخبر الصادم رفضنا الخروج، فإذا قوة كبيرة من الجيش تصرخ وتهدد بالقمع، إذا لم نخرج، وبعد أن أصبحنا بينهم محاصرين اقتادونا مسنين رجالاً ونساءً وألقونا بنا خارج الأبواب دون شفقة أو رحمة".
ويضيف: "توجهنا إلى مسجد قريب، وهو مسجد المئذنة الحمراء، وهناك بتنا ليلتنا وقام جيران المسجد من المقدسيين بواجب الضيافة لنا، وخلال مبيتنا خارج المسجد الأقصى كان السؤال الذي طرحه كل المعتكفين: لماذا أقدم الاحتلال على هذه الخطوة، ونحن في شهر رمضان وهو شهر الاعتكاف والقيام؟!، ففي اليوم التالي شاهدت قطعان المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحراسة مشددة، وقلت في نفسي: انطبق علينا المثل: "الدار دار أبونا وأجوا الغرباء يطردونا" (...) المسجد الأقصى لنا، وليس لهم أي علاقة، وعلى الجميع الالتفات إلى هذه القضية الخطيرة، وهي محاولة إفراغ المسجد الأقصى من كل وجود بشري".
وينبّه إلى أن الاحتلال يعلم جيدًا أن إعمار المسجد بالمصلين والمعتكفين يفشل مخططاتهم الخبيثة.
ويتابع: "حتى في أيام الاعتكاف المسموح بها في العشر الأواخر من رمضان يتحكم بالمعتكفين بصورة مهينة، أولها إغلاق الحمامات، والسماح بحمامات باب حطة البعيدة عن المعتكفين في المسجد القبلي، ومنع وجود المعتكفين في الساحات العامة، وحصرهم داخل المسجد القبلي والمصلى المرواني".
ويكمل: "إخراج المعتكفين خطوة خطيرة، فتحكم الاحتلال وصل إلى داخل المصليات مثل المصلى المرواني والمسجد الأقصى القديم أسفل المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة، وهذا يدل على نية مبيتة هذا العام لتقييد حرية العبادة".
ويتحدث ولويل: "لم يكن هناك أي أحداث يتذرع بها الاحتلال لإخراج المعتكفين وهم من النساء وكبار السن، بل كان القرار عنصريًّا انتقاميًّا ودليلًا على غيظ شاهدناه على وجوه الضباط الذين أشرفوا على عملية الإخراج الجماعي، وهم يصرخون علينا ويهددوننا".
الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى يقول: "بعد قرار رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب العنصري الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان العبري، زاد الاحتلال من تدخلاته في المسجد الأقصى، وغير الإجراءات كليًّا، فأخذ يتصرف بعد قرار ترمب الجائر بعنجهية، فالعام الماضي شُرِع في الاعتكاف في اليوم الأول من رمضان ولم يتدخل الاحتلال".
وأخرج الاحتلال المعتكفين بصورة قاسية، وأمن الحراس مبيتهم في المساجد القريبة، وقام بالواجب تجاههم الأهالي، بحسب إفادة الكسواني.
ويضيف لـ"فلسطين": "الأوقاف هي التي تدير كل الأمور داخل المسجد الأقصى بكامل مساحته 144 دونمًا، وإدخال القوات الخاصة لإخراج معتكفين من كبار السن والنساء هو إظهار قوة وعربدة داخل المسجد الأقصى".