حذرت الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية، من انهيار منظومة التعليم العالي، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة والتي أسهمت بشكل كبير في الحد من قدرة أعداد كبيرة من الطلبة على الالتحاق بالجامعات.
وأوضح الناطق باسم الحملة رامي محسن خلال مؤتمر صحفي عقد في بيت الصحافة غرب مدينة غزة، أن المعيقات التي تواجه الطلاب في دفع الرسوم الجامعية ناجمة عن آثار الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 13 عاما، والإجراءات العقابية المفروضة على غزة، وقطع وخصم رواتب الآلاف من موظفي السلطة، وتأخير موعد صرفها لموظفي الحكومة في قطاع غزة.
وبين أن تلك العوامل رفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي إلى 68%، والبطالة إلى 53% والتي تزيد في صفوف الشباب عن 60%، وفق تقارير محلية ودولية.
وأشار محسن إلى أن الواقع الذي يمر به القطاع أسهم بشكل كبير في الحد من قدرة أعداد كبيرة من الطلبة للالتحاق بالجامعات، ودفع آخرين إلى اختيار تخصصات تجافي تطلعاتهم بحثاً عن دفع رسوم أقل.
وذكر أنه وبحسب معطيات منظمة التعاون فإن 35% من طلبة جامعات قطاع غزة قد أجلوا دراستهم الجامعية، في حين يحرم آلاف الطلبة من الحصول على شهاداتهم قبل إيفاء الرسوم المستحقة، إذ تستخدم الجامعات سياسة حجز الشهادة كورقة ضغط على الطلبة لتسديد الاستحقاقات المالية الدراسية المتراكمة.
وأشار إلى أن الضائقة المالية التي تعاني منها الجامعات لا تعني طرد أو حرمان أي طالب من إكمال مسيرته التعليمية بسبب الفقر، داعيًا الجامعات لتغليب المصالح العليا الفلسطينية في هذه الظروف العصيبة.
ودعا الناطق باسم الحملة وزارة التربية والتعليم والجامعات إلى تشكيل مجلس أعلى مشترك للتعليم الجامعي، ينسجم في عمله مع معايير التعليم الدولية، ويعمل على بلورة خطة استراتيجية مكتملة مهمتها الارتقاء بنوعية وجودة التعليم وتخفيض الرسوم الجامعية.
بدوره, طالب منسق الحملة إبراهيم المدهون، السلطة في رام الله بتحييد التعليم والمؤسسات التعليمية عن الانقسام السياسي وزيادة دعمها لموازنات مؤسسات التعليم العالي لاسيما في قطاع غزة بعد أن قلصتها عام 2007.
وأكد المدهون في حديث لـصحيفة "فلسطين" أهمية تفعيل الصندوق الوطني للتعليم العالي الذي أقره المجلس التشريعي بالقراءة الأولى كونه يكفل حق الفئات الهشة والفقيرة كافة في التعليم الجامعي بحصولهم على قروض مؤجلة إلى ما بعد التخرج والالتحاق بسوق العمل.
وبين أن الحملة مبادرة شبابية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية من أجل انضمام الطلاب للعملية التعليمية دون عائق وخاصة العائق المادي.
ونوه المدهون إلى أن الهدف الأساسي منها الضغط على السلطة لإقرار صندوق وطني فلسطيني أكثر شفافية يخدم الطلبة.