عندما سُئِل الدكتور إياد علاوي في أحد المؤتمرات الصحافيّة عن صحّة الاتّهامات المُوجّهة إليه بالتّعامل مع وكالة المُخابرات المركزيّة الأمريكيّة من أجل الإطاحة بنظام الرئيس العِراقي الراحل صدام حسين، لم يُكذّب الخبر، وصحّح السّائل بالتّأكيد بأنّه تعامل مع 13 جهاز استخبارات غربيًّا وليس “السي آي إيه” فقط.
تُذكّرنا هذه الحقيقة المُوثّقة بالصّوت والصّورة عندما ظهر الدكتور علاوي على شاشة قناة “الشرقيّة” العِراقيّة قبل يومين ليكشف عن وجود منصّات صواريخ باليستيّة منصوبة في قِطاع غزّة ومُوجّهة نحو دول الخليج.
هُناك مثل شعبي يقول: كيف عرفت أنّها كذبة؟ فيأتي الجواب “بأنّك كبّرتها”، وهذا المثل ينطبق على الدكتور علاوي الذي من المُفترض أن يكون على درجةٍ عاليةٍ من الخِبرة والتّمحيص، بحُكم تواجده لعُقود في بريطانيا أوّلًا، وبحُكم تأهيله العلميّ كطبيب، ثانيًا، وبحُكم كونه رئيس وزراء سابقًا ثالثًا، وزعيم كُتلة برلمانيّة عِراقيّة رابعًا، ولكنّه للأسف أصَرّ على الكذب والتّزوير، وإظهار أحقاده تُجاه المُحاصرين في قِطاع غزّة، ووقوفه في خندق أعدائهم الإسرائيليين والأمريكيين، وبذر بُذور الفِتنة بينهم وبين الأشقاء في الخليج، والتّحريض على قصفهم.
لا نعرف لماذا يُريد الإيرانيّون نصب منصّات صواريخ في قِطاع غزّة لقصف دول الخليج التي تقع على بُعد أكثر من خمسة آلاف كيلومتر منه، خاصّةً أنّ هُناك دولًا أُخرى أقرب بكثير مِثل اليمن، والعِراق، وناهيك بإيران نفسها التي تقع على السّاحل الشرقيّ من الخليج؟
الدكتور علاوي يتحمّل مسؤوليّة استشهاد أكثر من مِليوني عراقي بسبب الحِصار والغزو الأمريكي لبلده العِراق، بسبب تآمره مع العدو الأمريكي، وتقديم معلومات عن وجود أسلحة كيماويّة وبيولوجيّة يُخفيها النّظام العراقيّ بالتّعاون مع الأمريكان وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق لتبرير الحرب، ويبدو أنّه يُريد أن يُكمل مهمّته، بالتّحريض على استِشهاد مليوني مُحاصر عربيّ فِلسطينيّ في قِطاع غزّة.
نختِم بتذكير الدكتور علاوي بأنّ هُناك فِعلًا مِنصّات صواريخ فِلسطينيّة منصوبة في قِطاع غزّة، ولكنّها ليست مُوجّهةً إلى دول خليجيّة، وإنّما باتّجاه الاحتلال الإسرائيليّ وجُنوده، وهو العدو الذي ربّما نسيه، ولا نستغرِب أنّه بات يعتبره صديقًا.