فلسطين أون لاين

المحامي كراجة يكشف "تآمر وخداع" أمن السلطة للمعتقلة "بشير"

...
رام الله-غزة/ خضر عبد العال:

كشف محامي مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان مهند كراجة، فضحية تآمر وخداع أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة ضد المعتقلة السياسية آلاء بشير، من أجل إبقاءها أطول مدة في سجونها.

وكتب كراجة - فريق الدفاع عن بشير- في صفحته عبر "فيسبوك"، أمس، عن موقف حدث معه داخل مقر النيابة العامة في قلقيلية شمالي الضفة، أثناء حضور جلسة التحقيق الثانية الخاصة بموكلته: "عند الساعة 11 ظهرًا، رفض مستشار الأمن الوقائي مصافحتي، لا أعرف السبب".

وأثناء انتظاره في غرفة القاضي، قالت له وكيلة النيابة: "لا نريد التحقيق مع ألاء بشير حاليًا، أرسلتها لمحكمة الصلح من أجل تمديد اعتقالها، وبعدها بنجيبها للتحقيق".

وبعد لحظات دخلت "بشير" الغرفة، فيصف كراجة الموقف قائلًا: "دخلت ألاء، بصوتها الخائف حيث يجهر ثانية ويُكتم الأخرى، ولم يرى سوى عيناها كأنها تقول: سامحني".

في تلك اللحظة، قالت "بشير": "أنا لا أريد المحامي مهند كراجة يدافع عني"، فقال القاضي: "تمديد اعتقال ١٥ يوم"، فردّت عليه: "بدي أروّح".

وهنا يعلّق كراجة على الموقف قائلًا: "سقطت ألاء في الحفرة".

ثم نادت وكيلة النيابة على الحضور بكلمة "تحقيق"، فتجمع المحققون ومن في الغرفة حول "بشير" باستثناء المحامي، ويقولون لها: "تحدثي يا ألاء كي يُفرج عنك، قولي نعم لكل شيء، كل هذا لمصلحتك".

وأثناء مغادرة كراجة لمقر النيابة يركض شخصٌ يعمل في النيابة خلفه يلهث، ثم قال: "أستاذ ربنا ما بحب الظلم، كانوا يحكولها –يقصد ألاء بشير- أول ما تدخلي قولي بديش مهند كراجة عشان نروحك ع الدار".

وتابع قوله: "ألاء ما روّحت، وما قابلت محامي من تاريخ 9/5/2019".

ثم تمم بالقول: "ألاء و سهى جبارة (..) ومن ستكون الهدف الأخر؟!".

واعتقلت قوة من الأمن الوقائي، الفتاة بشير (22 عامًا) أثناء تواجدها في حلقة تحفيظ القرآن الكريم للأطفال في مسجد عثمان بن عفان في قلقيلة.

ولقي منشور المحامي رواجًا واسعًا بين أوساط الفلسطينيين، وتنوعت تعليقاتهم على الموقف بين وصفه "عارٌ على السلطة وأزلامها" وأنه "أم النكبات" في ظل ذكرى النكبة الفلسطينية الـ71.

أسلوب مُتبع

وأكدت الناشطة الحقوقية سهى جبارة، أن ما حدث مع "بشير" لم يختلف عمّا حدث معها في مركز التحقيق في "مسلخ أريحا" أثناء اعتقالها السابق، وفق تعبيرها.

وقال جبارة لصحيفة "فلسطين": "أثناء تواجدي في المسلخ، جاء وكيل النيابة ومعه المحققين برفقة مسلحين في أول جلسة تحقيق، وأجبروني على التوقيع على أوراق لا أعرف ماهيتها، دون وجود محامي الدفاع عني".

وتابعت: "بعد جهود سمحوا بإدخال المحامي، ثم قالوا له أنهينا التحقيق، وأخرجوها والمحامي من غرفة التحقيق، ثم أرجعوها لوحدها وأكملوا التحقيق".

وأكدت جبارة أن سبب خداع أمن السلطة للمعقلين السياسيين بهذه الطرق إلى "تلفيق التهم التي يريدونها".

ورأي محامي مؤسسة مدى لحقوق الانسان فراس كراجة، أن هذا الأسلوب غالبًا ما يستخدمه المستشارين القانونيين للأجهزة الأمنية.

وقال كراجة لصحيفة "فلسطين": "من باب التجربة والخبرة في الدفاع عن المعتقلين السياسيين، تبيّن لنا أن المستشارين القانونيين للأجهزة الأمنية يستخدموا اسلوب الضغط على بعض الموقوفين من أجل تغيّر المحامي، بالعبارة المشهورة (اذا غيرت المحامي سنساعدك)".

وأرجع سبب ذلك لإجراءات المحامي بتفعيله ضجة إعلامية حول قضية موكلته وهو ما لا تريده أجهزة أمن السلطة.

ورأى محامي "مدى" أن هذا الاسلوب يعد مساسًا في دور الدفاع، وسيما أنه يدخل في محظورات الاجراءات الجزائية، وهو مخالف للأصول القانونية.